حنانُ الأخ.. عَونُ الدَّهر ورفيقُ العُمر

 

بقلم: د. عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

ليس الأخ مجرّد قريب في الدم، بل هو رفيقُ الدرب، وملاذُ الروح، وسندُ القلب في رحلة الحياة. حنانه مزيجٌ فريد من المودّة والوفاء، فهو الشاهد على أفراحك، والسند في أحزانك، والعضد عند الحاجة.

وتبقى قصةُ أخوّة موسى وهارون عليهما السلام أروعَ نموذجٍ في التاريخ، إذ لما كُلِّف موسى عليه السلام بمهمة دعوة فرعون الجبار، لم يُواجه المصير المجهول وحيدًا، بل لجأ إلى ربّه داعيًا:

وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي» (طه: 29–31)

فاستجاب الله دعوته، ليكون هارون السند العملي في مواجهة الطغيان، والقلب الحاني الذي يشاركه همَّ الدعوة. إنها أخوّة تختزل كل معاني «اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي»، فالأخ الحقيقي هو من يقوّي ظهرك حين تضعف قواك.

ويصدق رسول الله ﷺ إذ يقول:

المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا» (متفق عليه).

وإن كانت الأخوّة الإيمانية بهذه المنزلة العظيمة، فأخوة الدم أولى وأحقّ.

الأخ الحنون لا يشاركك اللحظات الكبيرة فحسب، بل يتفاعل مع تفاصيل حياتك كلّها؛ يشرق لضحكتك، ويألم لوجعك، ويدافع عنك بكل ما أوتي من قوة. إنها مشاعر تتحول إلى مواقف عملية، تُصدّق بها الأخوّة، وتُعرف بها معادن الرجال.

وقد عبّر الشاعر عن ذلك بقوله:وأخوكَ الذي إنْ سُرَّ نعمةٌ

تَسَرَّ بها، ويزدادُ سُرورًا بسُرِّكْ

ولطالما قالت الحكمة العربية القديمة: «الأخ وقت الضيق»، لأن حقيقة الأخوّة لا تتجلّى في رغد العيش، بل تتألق في شدائد الأيام، حيث يكون الأخ الحقيقي أولَ الحاضرين والداعمين، الذين يقدّمون عونهم وعلاجهم قبل أن يُطلب منهم، دعمًا وحبًا ووفاءً صادقًا.

إنَّ حنانَ الأخ ليس مجرّد عاطفةٍ عابرة، بل هو مدرسةٌ متكاملةٌ في الوفاء والغيرة والنصرة. ومن وُهب أخًا حنونًا، فقد امتلك كنزًا لا يُعوَّض، وسورًا من الأمان لا يُقدَّر بثمن.

خاتمة المقال:

ما ورد في هذا المقال هو اجتهادٌ شخصيّ ونتاجُ تأملٍ في عظمة هذه العلاقة النبيلة، ونسأل الله تعالى أن أكون قد وُفِّقتُ في إيصال بعضٍ من معانيها العميقة.

والكمال لله وحده، فإن أصبت فمن توفيق الله سبحانه وتعالى، وإن كانت الأخرى فمن نفسي والشيطان.

نرحب بآراء القراء الكرام وملاحظاتهم على البريد الإلكتروني: [email protected]

#حنان_الأخ

#د_عثمان_بن_عبدالعزيز_آل_عثمان

#الأخوة_الحقيقية

#محبة_وصلة

#قيم_إنسانية

#الوفاء

#العطاء

#خير_القلوب

#خواطر_عثمانية

#همسات_عثمان

#العلاقات_الإنسانية

#الكلمة_الطيبة

#الحياة_جميلة

#الإخاء

#دعم_المشاعر

#عطاء_لا_ينتهي

ويبقى الأخ، حين يرحل الجميع، وطنًا آخر في القلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com