المجتمع الرابح

بقلم / سمها بنت سعيد الغامدي *
بتداول مصطلح القطاع الرابح في الآونه الأخيره عند الحديث عن القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية وفعلا من الإنصاف أن يطلق عليه هذا المصطلح فالربح فيه أضعاف مضاعفة في العديد من الجوانب الروحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية. وقد ضمن خير الجزاء في الدنيا والآخره وهذا هو الربح الحقيقي
ومما عزز وزاد في أهمية هذا القطاع وربحيته أنه أصبح محورا أساسياً من محاور خطط التنمية الاجتماعية ورؤية سمو ولي العهد 2030 الذي حدد هدفاً استراتيجيا لهذا القطاع للوصول لقطاع (قوي ومبادر وداعم ومؤثر) ليلعب دوراً أكبر في تحقيق الأهداف الوطنية ،مما ساهم في رسم الطريق ومهدته وهيأت فرص الدعم والتمكين في مختلف المجالات وأقرت الأنظمه والسياسات للأخذ بيد الجمعيات والمؤسسات غير الربحية نحو رفع قدراتها وإمكاناتها لدعم الفئات المحتاجة لتكون قادرة على مواجهة التحديات والأزمات الاجتماعية والاقتصادية
ليكونوا جزءا من منظومة التنمية المستدامة لمجتمعهم.
وقد جعل مسؤولي الجمعيات الخيريه ينتهجون هذا النهج و يسعون إلى تحقيق الأهداف التي وضعتها الرؤية السديده سعيا نحو التنمية المستدامة التي تطمح إليها تلك الخطط .وقد انضمت جمعية كيان الأهلية للايتام ذوي الظروف الخاصة لهذه المنظومة منذ ثمان سنوات لتحقيق أهداف الرؤية ولتصنع أثرا مستداما في حياة مستفيديها ليكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم من خلال انتهاج مشاريعاً تنموية وبرامجاً مجتمعية وفق ما تتطلبه احتياجاتهم من خلال بناء ذواتهم وتمكينهم من الاستفادة الكاملة من الخدمات المختلفة وصولا للاستقلالية والاعتماد على الذات ليكونوا بناة لمجتمعهم ووطنهم الذي أعطاهم الكثير وينتظر منهم الكثير لبناء أنفسهم ومستقبلهم.
لقد كان اهتمام جمعية كيان منصبا على الاهتمام بالتنمية الذاتية التي تبدا من بناء القدرات والمهارات وتهيئة فرص التعليم للمتعثرين والموهوبين لاستثمار هذه القدرات تعليما وتدريبا ً لبناء كيان مستفيديها ومن ثم اعتمدنا مشروع سكني الذي يمثل رافد مهم في توفير بيئة أسرية سليمة مكتفيه في احتياجاتها مستقرة في حياتها بتوفير الغذاء والكساء والسكن ودعم ذلك ببرامج جودة الحياة التي تتضمن التوجيه التربوي والسلوكي والنفسي والاجتماعي ولم نغفل عن أهمية بناء القيم في حياة المستفيد فكان للبرامج القيمية والدينية نصيبا ًمن برامجها لتكتمل منظومه البناء والتمكين لهؤلاء الأبناء من مستفيدي الجمعية ..
ولما لمسنا من حاجة الشباب منهم لما يساعدهم في بناء أسر سليمة مستقره ، فقد أطلقنا منصة ايلاف لمساعدتهم على الزواج ومنصة الإرشاد الأسري المتخصصة في مجال الأيتام ذوي الظروف الخاصة .
ولقد كان لقصص النجاح التي نحصدها أكبر الأثر في سعي الجمعية لطموح أعلى في خدمة هذه الفئه وعززت قدرة فريق العمل على السعي نحو مزيد من الانجاز لخدمتهم واستثمار قدرات المتطوعين الذين نؤمن بدورهم الفاعل في تنفيذ العديد من البرامج بتميز واحترافيه .. وتسير كيان بخطوات حثيثه نحو ترسيخ الاستثمار الاجتماعي في برامجها لتحقق الأثر الأموي المسماة في المجتمع .
ولا يمكن أن نصل لأي هدف سعينا له إلا من خلال الشراكات المثمرة والمنح الخيرية السخية من أهل الخير والعطاء الذين استشعروا مسؤوليتهم الاجتماعية تجاه مجتمعهم فكانوا هم المحرك الرئيس لتفعيل أهداف الجمعية فكانوا شركاء مميزين في بناء هذا المجتمع الرابح الذي فاقت طموحاته حدود الوطن ليكون منارة خير وعطاء محليا ودولياً .
*رئيس مجلس إدارة جمعية كيان الأهليه للأيتام ذوي الظروف الخاصة