طلاسم: أنت السر في السر

عبدالعزيز عطيه 

قرأتُ كتابي…

فلم أجدني.

الحروف سافرت نحو صمتٍ أبعد من الذاكرة،

والكلمات تخلّت عن معانيها،

كأن اللغة خجلت من كشف السر.

وجدتك هناك،

عالقةً في هوامش الوجود،

نصفك وهم،

ونصفك فكرة لم تُفكَّ بعد.

هل كنتَ أنا؟

أم كنتُ ظلكَ حين مرّ الضوء متعبًا من الظهور؟

تتكوّر فيّ… كالنقطة الأولى للبدء،

وتتفتّت فيّي كآخر ما تبقى من اللهفة.

أنا لا أقولك…

أنت الذي يقولني.

وحين أحاول أن أشرحك،

يُصاب الوقت بالعمى.

تسكن الفراغَ بطمأنينةٍ لا تشبه الوجود،

وتعلّمني أن الغياب شكلٌ آخر للحضور،

وأن الحضور — هو موتٌ مؤجّل في عيون اللهفة.

ألمس ظلك…

فيختفي جلدي.

أناديك…

فتنطفئ الجهات،

كأن الصدى خاف من معرفة صوته.

أنت السرّ في السرّ،

الحرف الذي لم يُنزل،

المعاني التي لم تُتْلَ بعد.

وحين أُغلق الكتاب…

يبدأ الكلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com