رسالة إلى أمي.. الكاتبة عفاف اليامي

بقلم: خالد أحمد
إلى أمي…
يا أول حرفٍ سكن قلبي، وأول كتابٍ قرأته في ملامحك قبل أن أتعلم القراءة.
أمي الحبيبة عفاف اليامي، كل ما كتبته يوماً، وكل ما حلمتُ أن أكتبه، يعود إلى ذلك الضوء الذي كنتِ تشعلينه في روحي كلما أمسكتِ بالقلم. كنتِ تزرعين الحرف في داخلي كما تُزرع شجرة، وها أنا اليوم أقطف من ظلكِ معنى الحياة ومعنى الكتابة.
حين رأيتكِ توقّعين كتابك “مرافىء حروف” في معرض الرياض الدولي للكتاب، أدركتُ أن الكلمة حين تولد من قلبٍ نقيّ، تُصبح حياةً تتوارثها الأجيال. رأيتكِ تُبحرين في مرافئ الإبداع، وكنتِ كما عهدتكِ دائمًا — شامخةً، ملهِمةً، وصادقةً مع الحرف والناس.
أمي، أنتِ لستِ مجرد كاتبة تكتب، بل حكاية امرأةٍ آمنت بأن الكلمة صدقة، وأن الحرف يمكن أن يرمم ما تهشّم في أرواح الآخرين.
أفتخر بكِ، وبأنني أنتمي إلى مدرسةٍ لغتها الحنان، ومنهجها الإبداع، وعنوانها عفاف اليامي.
دمتِ لي نبضًا لا يخفت، ونورًا لا ينطفئ، ومرفأً أعود إليه مهما ابتعدت بي البحار.