رجل من رجال الرسالة… د. عبدالله بن عمر نصيف

بقلم / د. رشيد بن عبدالعزيز الحمد

رحل عن دنيانا أحد أعلام الفكر والدعوة والعمل الإنساني في هذا الوطن المبارك، الدكتور عبدالله بن عمر نصيف – رحمه الله – رجل جمع بين عمق العلم وسعة الأفق، وبين القيادة الرشيدة والخدمة الصادقة للإسلام والمسلمين.

كان فقيدنا مثالًا للصدق في القول والإخلاص في العمل، وهبه الله سعة صدر وحكمة رأي مكّنته من أن يكون صوتاً عاقلاً في زمن كثرت فيه الأصوات وتعددت الاتجاهات، فكان – بحق – من الرجال الذين أنعم الله عليهم بالتوفيق لخدمة دينهم ووطنهم وأمتهم.

تدرّج – رحمه الله – في مناصب ومسؤوليات جسيمة، حملها بإيمان ووعي، فكان مديرًا لجامعة الملك عبدالعزيز حين كانت في طور النمو والتميز، وأسهم في بناء مؤسساتها الأكاديمية والإدارية. ثم نائبًا لرئيس مجلس الشورى، فترك بصمة في الحوار الوطني والفكر المسؤول. كما تولّى أمانة رابطة العالم الإسلامي، ورئاسة هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، والأمانة العامة للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، ورئاسة الاتحاد العالمي للكشاف المسلم، فامتد عطاؤه من مكة إلى أقاصي الأرض، يحمل رسالة الإسلام المعتدل، وقيم التعاون والإخاء والسلام.

ولم يكن فكره أقل عطاءً من عمله، فقد أثرى المكتبة الإسلامية والعربية بعدد من المؤلفات، منها: الإسلام والشيوعية، العلوم والشريعة والتعليم، وانبثاق التضامن الإسلامي، وكلها تنبض بفكر وسطي عميق يعكس رؤيته للإصلاح والبناء.

نال – رحمه الله – جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1411هـ، تقديرًا لما قدمه من جهود مباركة في مجالات الدعوة والعلم والعمل الإنساني، وهي جائزة استحقها عن جدارة.

لقد عاش الدكتور عبدالله نصيف حياته مثالاً للرجل الرسالي، والقيادي المتزن، والمفكر الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين الانفتاح والثبات، وبين العقلانية والروحانية.
رحم الله فقيد الأمة، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com