بداية موسم الوسم

بقلم 🖋️ راشد بن محمد الفعيم

اليوم الخميس 24 ربيع الآخر 1447هـ

الموافق 16 أكتوبر 2025م

وفي هذا اليوم بداية الفترة التي يبدأ فيها الوسم في نجد والمناطق المجاورة، حسب التقويم الفلكي المتفق عليه، ويُعد هذا التاريخ الأصح والموثوق لدى الجميع.

موسم الوسم مرتبط بنزول الأمطار بفضل الله تعالى، وسُمّي الوسم لأن مطره يسم الأرض بالخضرة، وحين نزول المطر تزداد الأرض خصوبة وخضرة مباشرة بقدرة الله عز وجل.

الأرض في هذا الموسم تكون مهيأة لإنبات جميع الأعشاب الموسمية، التي تختلف عن الأعشاب الدائمة المستمرة طوال الفصول.

الأعشاب الموسمية تظهر غالبًا في موسم الوسم، بينما الأعشاب الدائمة موجودة في جميع الفصول.

مدة موسم الوسم: حوالي 52 يومًا.

ولا يُعتبر “الوسم” منزلة أو نجمًا في السماء، إنما هو مصطلح لموسم أو فترة مميزة من الزمان، يضم أربع منازل قمرية، كل منزلة 13 يومًا، وهي: منزلة العواء في 16 أكتوبر، والسماك في 29 أكتوبر، ثم الغفر في 11 نوفمبر، وأخيرًا الزبانا في 24 نوفمبر.

موسم الوسم

هو من أجمل وأهم المواسم في الجزيرة العربية، وخصوصًا في نجد وعموم مناطق المملكة العربية السعودية، لأنه يُبشّر عادةً ببداية موسم الأمطار النافعة التي تُنبت الأرض وتُبهج النفوس.

اليوم الخميس 16 أكتوبر أول أيام الوسم، وعدد أيام الوسم 52 يومًا، مقسمة على أربعة نجوم، وكل نجم 13 يومًا.

ويضم الوسم أربع منازل قمرية، كل منزلة 13 يومًا، وهي: منزلة العواء في 16 أكتوبر، والسماك في 29 أكتوبر، ثم الغفر في 11 نوفمبر، وأخيرًا الزبانا في 24 نوفمبر.

والوسم هي الفترة الزمنية التي تأتي بعد طالع سهيل وقبل طالع المربعانية (مربعانية الشتاء).

ومعنى الوسم هو الكي أو أثر الكي.

وسُمّيت هذه الأيام بالوسم، ومطره محمود ونافع للأرض بإذن الله تعالى، وهو منبت للكمأة وأصناف النباتات البرية مثل: النفل، والخزامى، والبقيرا أو البقرا، والنصي أو الشتيل، والربلة، والكحيل، والعرجون، والبسباس، والصفار، والرقروق، والشيح.

ويُقال: احسب من أول مطرة المطر الغزير سبعين يومًا، ويظهر الفقع في المكان الذي نزل عليه المطر الغزير جدًا، وجميع النباتات تظهر في الوسم.

يُعتبر الوسم من الفترات التي ينتظرها الكثير من الأشخاص للاستمتاع بمميزات هذه الفترة، التي منها اعتدال الجو، وهي إحدى الفترات المعتدلة، وتشهد هذه الفترة هطول الأمطار الغزيرة، كما أن مطر فترة الوسم يتمتع بزيادة النباتات بشكل أسرع.

وموسم الوسم يتصف بالعديد من الصفات غير المتوافرة في باقي المواسم الأخرى، وتتمثل في:

1- قِصر فترة النهار وطول فترة الليل.

2- درجات الحرارة تكون متفاوتة بين الليل والنهار.

3- هجرة الطيور ومنها طيور الكروان والسمق.

4- مطر موسم الوسم يُنبت “الفقع” بعد 70 يومًا من أول مطرة في أيام الوسم.

5- يكثر هطول الأمطار فيه، وبالتالي تنبت الأراضي الزراعية.

هطول الأمطار يكون بالشكل المناسب لنمو المحاصيل والمزروعات، وليس بالشكل الفائض والغزير الذي يُضر بالأراضي الزراعية.

ويُسمى أول أمطار الوسم (العهاد)، وأحدها (عهدة) أو (عهد)، ولأن أول أمطار الوسم تقع والوقت ما زال حارًّا، فيعجل ظهور النبات، ومطر الوسم أقل وألين وأبلغ في الأرض وأروى، ويقترن مع أول الأمطار (الصفري)، وبه تظهر أمراض الحساسية عند بعض الناس.

أما السحاب المبكر الذي يظهر مع دخول الوسم فيقال له (المرابيع)، وأحدها (مرباع) كمرابيع الإبل، وهي التي تنتج في أول الزمان، ويقال للمكان السريع النبات (مرباع).

ملاحظة

تنشط الحالة الاقتصادية في محطات الوقود، والمحلات البرّية، ومحلات بيع الخيام، وكذلك تأجير المخيمات،

ومحلات بيع الحطب والفحم، لكثرة تحرّك هواة البرّ والكشتات، للاستمتاع بالأجواء والأمطار بإذن الله تعالى في هذه الفترة.

وكذلك أصحاب الإبل والحلال، فهم يتنقّلون بحثًا عن الكلأ والمراعي.

ففترة الوسم والشتاء فترةٌ يتحرّك فيها الاقتصاد بشكلٍ ملحوظ.