من الميدان التربوي… قادة علّموني أن القيادة مواقف تُروى لا مناصب تُذكر

د.هادي الحبردي
في اليوم العالمي للمدير، تتجدد مشاعر الوفاء والتقدير لأولئك القادة التربويين الذين لم تكن إدارتهم مجرد مهامٍ يومية، بل كانت رسالة إنسانية وأثرًا خالدًا في حياة من عملوا معهم.
أتذكر اليوم بكل فخر واعتزاز ثلاثة من القامات التربوية التي تشرفت بالعمل تحت إدارتها، وكان لكلٍّ منهم بصمته الخاصة في مسيرتي العملية:
الأستاذ سلطان الحبردي، والأستاذ صالح الوادعي، والأستاذ خالد العتيبي — مديرو مدارس جسّدوا القيادة الراقية بروح المربي وقدوة القائد.
من الأستاذ سلطان الحبردي تعلمت أن الرفق واللين قوة لا يملكها إلا الحكماء، وأن الإدارة الحقيقية تبدأ من القلب قبل المكتب. كان بتواضعه وابتسامته يخلق بيئة عملٍ يسودها الاحترام، ويزرع في من حوله الإخلاص قبل التعليمات.
أما الأستاذ صالح الوادعي، فكان نموذجًا للمدير الحازم العادل، الذي يوازن بين الانضباط والإنصاف، ويجعل من العدل أساس قراراته. علّمني أن القائد الناجح هو من يحكم الموقف بثبات المبدأ، ويكسب احترام الجميع بعدله وحكمته.
وأما الأستاذ خالد العتيبي، فكان مدرسة في القيادة الهادئة وسعة الصدر. امتلك رؤية ثاقبة وحكمة في التعامل مع المواقف الصعبة، يزن الأمور بعمقٍ واتزان، ويقود بروح المربي الذي يوجّه بعقله وقلبه معًا. منه تعلمت أن القيادة ليست سلطة، بل فنّ في احتواء الآخرين وصناعة القرار في الوقت المناسب.
إن هؤلاء القادة الثلاثة يمثلون أنموذجًا مشرفًا لمدير المدرسة الملهم، الذي يجعل من كل موقف درسًا، ومن كل إنجاز حافزًا، ومن كل تجربة بصمة لا تُنسى.
وفي هذا اليوم، نقول لكل مدير مدرسةٍ حمل الأمانة بإخلاصٍ، وقاد منظومته بروح المسؤولية والمحبّة:
شكرًا لكم… أنتم من يصنع الفرق، ويترك الأثر، ويكتب فصول العطاء في ذاكرة الميدان التربوي.