ماردٌ على هيئة دُخان

بقلم – بدور سعيد الغامدي
تأتي من الضفاف البعيدة
من تخوم الغيم ، لتدلق في كيزان نجوم الليل أغنياتك المفضلة ، تظل تدندن حتى منتصف الشغف، ثم تلوذ بالعتمة لتحتمي بالغياب
وحتى لا يعرف المجهول
ذاته أين أنت من بين طياته ،
تغيب لأيام وربما لأسابيع وشهور غالباً معتقداً أني لا آبه لكل هذه الحماقة ، والحقيقة أني بت أعي جيداً أنك ستظهر كمارد يخرج على هيئة دخان من فم ابريق الغياب ، ومن خلف حجب المسافات لتغني ككل مرة ، وتؤدي خلالها قسم الحب الخالص ، مكرراً ذات الوعود الباردة ، ثم تنتهي اللحظات السعيدة ، اللحظات التي خلتني فيها أصدقك ، ثم تمضي وهكذا حتى يكبر الشك ويصبح باباً فولاذياً مصمتاً ، فاطمئن لقد اعتدت على تخفيك كما اعتدت على ظهورك ولن آبه سيان عدت
أم لا ، فقلبي لم يعد قنينة عطر تنفث عبق الحنين ، لقد استحال لقطعةٍ من الألماس البراق الغير قابل للقطع ولا للصقل ، لأنه تحجر
وظل لامعاً واثقاً ساخراً مما تفعله ، فأت أولا تأت، كلمة أخيرة
لا ترهق عيناك ببكاء مصطنع..