تحرّري منّي

(حوار بين الذات والروح الباكية)

بقلم: عبدالعزيز عطية

مزّقيني كورقِ أشعارك،

واجعلي قافيتي حبرَ أقلامك

في أحشاءِ الخرافات،

حيثُ مالتِ الحكاياتُ من ثِقَلِ الانتظار.

ما كنتِ حبًّا،

كنتِ روحًا تَعوّدت على البكاء،

تبكي لتتذكّر أنّها ما زالت حيّة،

وتضحكُ كي لا تُفضَحَ في مرآةِ نفسها.

حرّري ذاتكِ من ذاتي،

ليس فِرارًا، بل عودةً إلى النقاء،

عودي إلى تلك اللحظة

التي لم تُخلق فيها الندبة بعد.

أنا لستُ سجنك،

بل ظلّك حين خاف النور،

وصداكِ حين صمتِ العالَم.

تأمّلي يا نفسي…

كم من الدموع صلّت كي تُغفر،

وكم من الألم أنجبَ وعيًا.

فالوجعُ أستاذُنا الأول،

يعلّمنا أن لا نتمسّك إلّا بما لا يُرى.

والبكاءُ طُهرٌ إن وُلد من معرفة،

وجُبنٌ إن عاشَ على عادة.

تحرّري…

لا منّي، بل من البكاء الذي صار هواءك،

من العادة التي ظننتِها خلاصًا،

من الروح التي لا تنام إلّا على جرحٍ جديد.

تحرّري لتكوني… أنتِ،

قبل أن تُسمّى الدموعُ حياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com