بين الخوف والثقة يولد القرار الصادق

الاعلامي / معلا السلمي
تتكرر اللحظات التي يجد فيها الانسان نفسه أمام قرارات تحتاج إلى حسمٍ وشجاعة. ومع كل قرار تتعدد الأصوات من حوله بين من ينصحه ومن يوجهه ومن يحاول أن يرسم له طريقًا لم يسلكه هو نفسه. ومع كثرة الآراء يضيع صوت الداخل ذاك الصوت الذي يعرف تمامًا ما يريد.
إن من أهم صفات الشخصية الناضجة هي القدرة على اتخاذ القرار دون التردد أو التعلق برأي الآخرين. فالحياة لا تنتظر المترددين والفرص لا تأتي مرتين. كثيرون فقدوا فرصًا ثمينة لأنهم انشغلوا بمقارنة خطواتهم بخطوات غيرهم أو خافوا من انتقاد من حولهم فاختاروا التراجع بدل الإقدام.
ليس المقصود أن يعيش الإنسان في عزلة فكرية أو يرفض الاستماع للنصح بل أن يزن الآراء بعقله لا بعاطفته وأن يجعل الكلمة الأخيرة لقناعته الشخصية لا لتجارب الآخرين. فكل إنسان يعيش ظروفًا مختلفة وما يناسب غيرك قد لا يناسبك أنت.
اتخاذ القرار بثقة يعني أن تتحمل نتيجته بشجاعة سواء كانت نجاحًا أو تجربة تحمل درسًا جديدًا. فالأخطاء التي نصنعها بأنفسنا تعلمنا أكثر من الصواب الذي نصل إليه بتوجيه الآخرين.
في النهاية تذكّر دائمًا أن حياتك مسؤوليتك وخياراتك هي من ترسم ملامح مستقبلك. لذلك اتخذ قرارك دون النظر لغيرك فالتردد يُفقدك اللحظة واليقين يمنحك الطريق.



