زفاف الحربي تُدشّن كتابها الثاني “ليالي ثكلى”.. حين يُزهر الحرف من عمق الألم

بقلم / بشائر الحمراني
في أمسيةٍ غلب عليها الحضور الإنساني والوهج الأدبي، دشّنت الكاتبة زفاف الحربي إصدارها الثاني الذي حمل عنوان “ليالي ثكلى”، وسط حضور نوعي من المثقفين والقرّاء ومحبي الأدب.
لم يكن الحفل مجرد مناسبة لتوقيع كتاب، بل لحظة اعترافٍ بين الكاتبة وجمهورها، احتفاءً بالرحلة التي بدأتها زفاف منذ إصدارها الأول “فبشرناها”، واستمرارًا لمسيرتها التي مزجت بين التجربة الشخصية والعمق الإنساني.
رحلة بين الألم والنور
تتناول زفاف في ليالي ثكلى حكاياتٍ تلامس الجانب الإنساني الأعمق، وتُعيد تعريف الوجع كحالةٍ وعي لا مجرد شعورٍ عابر.
الكتاب، كما تصفه كاتبته، “ليس عن الحزن بقدر ما هو عن تجاوزه”، حيث تكتب عن الليالي التي يسكنها الفقد، لكنها تنتهي دائمًا بولادة ضوءٍ جديد من بين العتمة.
في كلمتها خلال الحفل، قالت الحربي:
“ليالي ثكلى كُتبت في لحظاتٍ كان الصمت فيها مؤلمًا، فاخترت أن أتكلم عبر الورق.”
كلماتها تلك لامست القلوب، وعبّرت بصدق عن فلسفتها في الكتابة، التي ترى أن الحرف يمكن أن يكون طريقًا للتعافي، ونافذة تُطل منها الروح على الأمل.
احتفاءٌ يستحق الضوء
أجواء الحفل اتسمت بالدفء والامتنان، حيث التفت حول الكاتبة وجوهٌ آمنت بها منذ البداية — عائلتها، أصدقاؤها، وقرّاؤها الذين تبادلوا معها لحظاتٍ من التأمل والفخر.
وخلال فقرة التوقيع، شاركت الحربي الحضور مشاعرها، مؤكدة أن هذا الكتاب هو ثمرة صبرٍ طويل، وتجربةٍ علمتها أن الكتابة ليست ترفًا، بل نجاة.
صوت يتحدث باسم التجربة
من خلال تجربتها الملهمة، أثبتت زفاف الحربي أن الكلمة قادرة على تجاوز حدود الجسد، وأن الإرادة وحدها تصنع الطريق.
فـ ليالي ثكلى لا يُقرأ فقط ككتاب، بل كرحلةٍ في عمق إنسان عاش التجربة، وخرج منها أكثر وعيًا، أكثر ضوءًا، وأكثر صدقًا مع نفسه



