عرعر.. مدينة في القلب

بقلم: أ. مزنة النذير
عرعر الجميلة، مدينة صغيرة على أطراف الشمال، لكنها كبيرة في القلب والمكانة.
هي محبوبة من مرّ بها، ومعشوقة من سكنها، مدينة تترك في الروح أثرًا لا يُمحى، وتبقى عالقة في الذاكرة بعبق تاريخها وحدود جغرافيتها.
خرجتُ منها منذ أكثر من عشرين عامًا، لكنها لم تخرج من قلبي يومًا.
يا لها من مدينة يحنّ إليها الكاتب، ويجد فيها الشاعر بغيته ومراده، كيف لا وهي قطعة من قلب من أحبّها؟
عرعر… مسقط رأسي ومربى صباي، فيها الذكريات الأولى، وفيها الوجوه التي صنعت بدايات الحلم.
أحبت أبناءها فعشقوها، بادلوها الوفاء بالوفاء، والعطاء بالعطاء، فكانت رمزًا للعنفوان والكبرياء.
اشتقتُ إليها شوق الظمآن للماء الزلال، وإذا لمح بصري شيئًا يذكرني بها، لاحت دمعة في عيني أخفيها وتفضحني، شوقًا لتلك المدينة الرائعة.
ما زلت أذكر أحيائها ووديانها وجبالها وربيعها الزاهي، الذي قلّ مثيله على وجه البسيطة.
هي قطعة من وطني الغالي، وأجمل مدنه، قصيدة غناها الزمان، وتناقل أخبارها الرواة، مدينة السلام والوئام، وباختصار: هي الحياة.
ولدتُ فيها، وعشتُ أجمل سنوات عمري بين والدي – رحمه الله – وأهلي وأحبّتي، فكانت لي كل شيء، ومنحتها محبتي كاملة، فما أحببتُ مدينة مثلما أحببت عرعر.
أهديكِ يا عرعر ثناءً ودعاءً، بعمق حبّ من أحبّك، وشوق من تاقت نفسه إليك.
ولئن أردتُ أن يكون المقال بعيدًا عن العاطفة، فقد أبت المشاعر إلا أن تُسطّر فيه أصدق عواطفها.


