ميناء العقير.. قيمة تاريخية يتجدد حضورها

د. فاطمة المُلا

يعدّ ميناء العقير أحد أهم المعالم التاريخية في المنطقة الشرقية، وواجهة حضارية ارتبطت بأحداث مفصلية في تاريخ المملكة، فقد كان هذا الميناء لقرون بوابة الأحساء إلى الخليج العربي ومعبراً للتجارة والاتصال بالعالم، إلى جانب دوره السياسي الذي رسخته المعاهدات التي أبرمت على أرضه، وفي مقدمتها اتفاقية العقير عام 1922م التي عُدّت محطة مهمة في تعزيز الاستقرار وتنظيم الحدود.

اكتسب الميناء مكانة اقتصادية بارزة بفضل موقعه الاستراتيجي الذي جعل منه نقطة رئيسية للحركة التجارية وأسهم في نمو الأحساء وازدهارها، واليوم تتواصل هذه الأهمية عبر جهود تطوير شاملة تعيد للعقير دوره التاريخي بحلة معاصرة.

وقد أولت أمانة الأحساء اهتماماً كبيراً بالميناء من خلال مشاريع تهدف إلى تحسين جودة الحياة ورفع جاذبية المكان عبر تطوير الواجهة البحرية وتوفير مرافق وخدمات تعزز من راحة الزوار ضمن توجه ينسجم مع مبادئ أنسنة المدن وتحويل العقير إلى وجهة سياحية متجددة.

وفي إطار هذا الحراك تنطلق فعاليات شتاء العقير برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء لتقدم تجربة عائلية متكاملة تجمع بين الثقافة والترفيه والرياضة والاستجمام في أجواء شتوية مميزة، تعزز ارتباط الزوار بتاريخ الميناء وقيمته، وتبرز جماله ومكانته باعتباره أحد أهم كنوز الأحساء الساحلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى