الثاني من ديسمبر الإمارات في قلب الخليج والعرب

بقلم الكاتبة:نجاح بنت لافي الشمري
الحدود الشمالية

يأتي اليوم الوطني الإماراتي في الثاني من ديسمبر كل عام، ليكون أكثر من مجرد مناسبة للاحتفال؛ فهو يوم يُجدد فيه أبناء الإمارات والمقيمون على أرضها مشاعر الفخر والاعتزاز بدولة أثبتت أنها في قلب الخليج والعالم العربي، حضورًا وتأثيرًا وإنجازًا. ففي هذا اليوم المجيد، نستعيد قصة اتحاد الإمارات السبع عام 1971، حين وضع القادة المؤسسون اللبنات الأولى لدولة أصبحت اليوم نموذجًا للتقدم والريادة.

وفي سياق اليوم الوطني، تتضح بجلاء مكانة الإمارات في محيطها الخليجي والعربي؛ إذ لم يكن نجاحها وليد الصدفة، بل جاء نتيجة رؤية استراتيجية ومبادئ راسخة جعلتها دائمًا شريكة فاعلة في دعم العمل الخليجي المشترك، وحارسًا لأمن واستقرار المنطقة. ولطالما كان صوت الإمارات صوت الحكمة والاتزان، يعكس نهج قيادة تستشرف المستقبل وتعمل لأجل الخير للجميع.
كما أن الاحتفال باليوم الوطني يسلّط الضوء على دور الإمارات العربي والإنساني، حيث امتدت مبادراتها إلى كل بقعة محتاجة في الوطن العربي، دعمًا للتعليم والصحة والتنمية. لقد أصبحت الإمارات في يومها الوطني مثالًا يُحتذى للدولة التي تجمع بين القوة الاقتصادية والنهج الإنساني، وتعكس قيم التضامن والأخوة العربية.
وتبرز إنجازات الإمارات الاقتصادية والعلمية في هذا اليوم لتؤكد مكانتها في قلب الخليج؛ فمدنها أصبحت مراكز عالمية للتجارة والابتكار والسياحة، وأسهمت رؤيتها المستقبلية في تعزيز مكانتها كبيئة جاذبة للعقول والمواهب من مختلف البلدان العربية، ما جعلها جسرًا يجمع ولا يفرق.

وتتجلى مكانة الإمارات في يومها الوطني أيضًا من خلال اهتمامها الكبير برعاية المواهب وصناعة الإنسان. فقد أدركت الدولة منذ سنواتها الأولى أن الاستثمار الحقيقي يبدأ ببناء العقول قبل البنيان، ولذلك احتضنت المبدعين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والفنون والرياضة، ووفّرت لهم بيئة متطورة تساعدهم على النمو والتميز. ومن خلال المبادرات التعليمية المتقدمة، والمنح البحثية، وحاضنات الابتكار، أصبحت الإمارات منصة تُكتشف فيها المواهب وتُصنع فيها القيادات المستقبلية، ليس فقط من أبناء الوطن، بل من مختلف الدول العربية الذين وجدوا فيها فرصة لتحقيق أحلامهم.

هذا التميّز لم يكن ليحدث لولا مسيرة القيادة الاستثنائية التي بدأت مع الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي غرس قيم الاتحاد والعمل والإخلاص، وجعل من وحدة الإمارات السبع واقعًا يضيء تاريخ المنطقة. كان الشيخ زايد يؤمن بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية، ولذلك وضع الأسس التي قامت عليها دولة قوية متماسكة، تنظر إلى المستقبل بأمل وإرادة.
ثم جاءت القيادة التي أكملت المسيرة، وصولًا إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي نقل الإمارات إلى آفاق جديدة من التقدم والابتكار. تحت قيادته، أصبحت الإمارات دولة رائدة في الفضاء والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، كما عززت حضورها العالمي بصفتها دولة سلام وإنسانية وتنمية. وقد رسّخ الشيخ محمد رؤية تقوم على بناء اقتصاد معرفي، وتمكين الشباب، واستقطاب المواهب، والاستثمار في المستقبل بكل شجاعة وثقة.

إن الاحتفال باليوم الوطني هو احتفال بهذه المسيرة القيادية الملهمة التي انتقلت من جيل المؤسسين إلى جيل الإنجاز، ومن حلم الاتحاد إلى واقع الدولة المتقدمة المزدهرة. وفي ظل هذه القيادة الحكيمة، أثبتت الإمارات أنها في قلب الخليج والعرب، نموذجًا للوحدة والنجاح، ودولة تدعم أبناءها وتؤمن بقدراتهم، وتواصل السير نحو المستقبل بثبات وإصرار.

لا يسعني وأنا سعودية إلا أن أعبّر عن فخري واعتزازي بالعلاقة المتينة التي تجمع المملكة العربية السعودية بدولة الإمارات العربية المتحدة، تلك العلاقة التي قامت على الأخوة الصادقة، ووحدة المصير، وروابط الدم والتاريخ. وخليجنا يجسد نموذجًا فريدًا للتلاحم الخليجي، ويكمل بعضه بعض في مسيرة التنمية والدعم والاستقرار.

وهكذا، يبقى الوطن العربي الكبير، من خليجه إلى محيطه، فضاءً تتقاطع فيه الآمال وتتوحد فيه الروابط، ودول الخليج شعلة مضيئة في دربه. وفي يوم الإمارات الوطني، نحتفل جميعًا بوطن عربي يجمعه الحلم المشترك، والهوية الواحدة، والانتماء الذي لا يزول.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى