لماذا تنجب نساء العقم “توائم” أكثر من غيرهن؟ د.براشا يجيب 

غيداء موسى – جدة

كشف استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية بمجمع صحة المرأة بجدة، الدكتور نبيل محمد اعجاز براشا ، أن ملاحظة ارتفاع نسب حمل التوائم لدى النساء اللواتي خضعن لعلاجات الخصوبة ليست مجرد صدفة، بل هي نتيجة مباشرة للتغيرات الهرمونية وآليات العلاج التي تُحفّز المبايض لإنتاج أكثر من بويضة في الدورة الواحدة ، مبينا أن أغلب حالات العقم عند النساء اللواتي يخضعن لتحفيز المبيض أو أطفال الأنابيب ترتفع لديهن فرصة الحمل بتوأم أو أكثر، وذلك لأن الأدوية الهرمونية تعمل على تنشيط أكثر من بويضة في الشهر، وفي التقنيات الحديثة مثل الإخصاب المخبري قد يتم نقل جنينين أو أكثر لزيادة فرص الحمل، مما يؤدي أحيانًا إلى حمل متعدد.

وأضاف أن تكرار حالات الحمل المتعدد في السنوات الأخيرة يعود إلى التقدم الكبير في علاجات العقم واعتماد بروتوكولات تنشيط مكثفة، إضافة إلى تقدم سن النساء الراغبات بالحمل، حيث ترتفع فرصة الإباضة المزدوجة لدى النساء بعد سن الثلاثين طبيعياً.

وعن الفرق بين الحمل بتوأم بشكل طبيعي وبين الحمل بتوأم نتيجة العلاج أو التلقيح الصناعي، أوضح د.براشا :

الحمل الطبيعي غالبًا ما يكون ثنائيًا فقط، بينما الحمل الناتج عن العلاج تكون فيه احتمالية التعدد (اكثر من ثلاثة) أعلى بكثير بسبب تحفيز المبيض وإمكانية انغراس أكثر من جنين ، كما قد تكون المضاعفات الصحية أعلى لدى الحمل الناتج عن العلاجات، مما يتطلب متابعة أدق.

وأشار إلى أن السيدات الحوامل بتوائم بحاجة إلى عناية خاصة ومراقبة مستمرة نظراً لارتفاع فرص حدوث بعض المضاعفات مثل الولادة المبكرة، ارتفاع ضغط الدم الحملي، سكري الحمل، وفقر الدم، إضافة إلى كبر حجم الرحم وزيادة الضغط على العمود الفقري و الحاجة الى التوليد بعملية قيصرية.

ويوجّه استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية مجموعة من النصائح المهمة للسيدات اللواتي يحملن بتوائم لضمان حمل آمن ومستقر وهي : الحرص على المتابعة الدورية مع الطبيب المعالج بمعدل أكبر من الحمل الفردي ، الاهتمام بالغذاء الغني بالحديد والكالسيوم والبروتين لدعم نمو أكثر من جنين ، شرب كميات كبيرة من الماء والحفاظ على الراحة وتجنب الأعمال الشاقة ، مراقبة أي أعراض غير طبيعية مثل آلام البطن الشديدة أو النزيف أو صداع مستمر ، الالتزام بالمكملات الموصوفة خصوصًا حمض الفوليك والفيتامينات المتخصصة للحمل المتعدد ، تجنب السفر الطويل أو الوقوف المتواصل في الشهور المتقدمة.

واختتم د.براشا حديثه بالقول:

الحمل بتوائم سواء طبيعي أو عبر العلاجات هو مسؤولية مضاعفة، لكنه يصبح أكثر أمانًا كلما التزمت السيدة بالمتابعة الطبية الدقيقة والرعاية اليومية المناسبة، فالتشخيص المبكر والمتابعة المنتظمة هما الركيزة الأساسية لحمل ناجح ومستقر.