فاطمة تنتصر (الجزء الثاني )

بقلم أ/مزنة النذير
بدأت تبكي وتنتحب بصوت عالِ قطع نياط قلبها بحشرجة وضيق نفس ومافهمت كثيرًا مماقالت كان البكاء والعويل يغلب الكلمات بمراحل وبعدها اختفت الكلمات والأصوات ومابقي إلا البكاء.

حاولتُ أن أواسيها وقلتُ لها لا تكترثي للبيت وجماله وألوانه وأثاثه وبهائه إهتمي بساكنيه فالبيوت استقرار واحترام ومحبة ورحمة، تنهدت وقالت المشكلة في ساكنيه فزوجي قلل من قيمتي وقدري عند أولادي لا يستمعون لنصحي ولا يلتزمون بكلامي ولا يأخذون رأيي في أمور حياتهم فهو دائمًا يأخذ كل ماأفعله ويقلبه ضدي يضايقني بحديثه عني أمام أبنائي (أمكم لا تحسن الطبخ ،لا تحسن التربية ،ولا تعرف اللباقة ،لاتفهم في الأناقة ) وكيف لي ذلك وهو بخيل بشكل غير منطقي فأجبتها يقلل من قيمتك لترتفع قيمته هو يشعر بالنقص وقلة الحيلة وعدم الثقة بالنفس لذا يلجأ لهذا الأسلوب ،لا تراعي لستِ المخطئة ، بكت كثيرًا كثيرًا ثم قالت عزلني عن أهلي وعن الناس يذهب بي إلى بيت أهلي ويقول نصف ساعة فقط وانتظرك خارجًا وإن تأخرت فالويل والثبور وعظائم الأمور وكم مرة ومرة رجعت إلى بيتي باكية العين جريحة القلب نازفة الروح مما يفعله ويقوله حتى أولادي قد منعهم من زيارة أهلي فقلتُ لها مافعل ذلك إلا ليضعفك لحاجة في نفسه لستِ المخطئة قالت أنه مسحور أو أصابته عين فأجبتها لا تخدعي نفسك ويمكر بكِ الناس زوجك مريض نفسي ولن تستطيعي تغيير طبعه مهما حاولتِ وجاهدتِ والأفضل أن تغيري من نفسك وتعملي على تحسين وضعك في البداية مع أولادك جددي العلاقة اضحكي معهم ابتسمي عند الحديث معهم ،اكسبي ثقتهم بناتك وأولادك أمانة بين يديك فصوني الأمانة تقربًا لله
اجتمعي بأولادك وتحدثوا ومازحيهم وناقشيهم وادخلي حياتهم التي قد أخرجكِ منها ذلك الأحمق قولي رأيك لهم بكل صدق ابني علاقتك مع أبنائك فهم المكسب الوحيد من هذا الزواج ، أعيدي علاقتك بصديقاتك ورفيقات دربك ،حاولي أن تتواصلي مع مستشارة أسرية تفهم في العلاقات الزوجية وأنواع الشخصيات حتى تعودين إلى حياتك و شخصيتك الحقيقية وإياك والشك في نفسك وبأن لاقيمة لك ، لا تدعيه ينتصر عليك ،انزعي هذا القناع الذي ألبسكِ هذا الأحمق الأخرق أنتِ لستِ مسلوبة الإرادة كما تظنين هو من أوهمك بذلك حتى يسيطر عليك ، الآن النساء شقائق الرجال لهن حقوق وعليهن واجبات ماعاد الأمر كما كان فطيبي نفسًا وقري عينًا بعدها تحدثنا قليلًا ثم ودعتها وخرجت
مضت الأيام وما زلت أفكر في فاطمة وما قالت حتى رأيتُها بعد قرابة ستة أشهر في اجتماع الصديقات دخلت فنظرت في شابة صغيرة ترقص وكأنها فراشة بألوانها الرائعة تطير نظرت لي فتبسمت سبحان الله إني أعرفها اقتربت وقالت أنا فاطمة قلت ماشاء الله
قالت فتحتُ مطبخ في بيتي وطبختُ في البداية للجيران ووسعت نشاطي فأصبحت أطبخ للاجتماعات في الاستراحات والمناسبات وحققتُ مكسب مادي أكثر من رائع وغيرتُ من نفسي واكتشفتُ حقيقتي وموهبتي ،لم أحاول تغيير زوجي إنما غيرتُ نفسي وأعدتُ علاقتي بصديقات عمري ورفيقات دربي اللاتي ساعدنني بقوة حتى أتخطى محنتي وأهم من ذلك كله زوجي لم يعد كلامه يؤثر فيّ وماعدتُ أملك له أي عاطفة هذا الذي خلصني من الإحساس بالظلم والقهر وأصبحت وأبنائي أصدقاء نتجاذب الحديث ونتقاسم الأمل والهدف وهذا يكفيني
وبعد انتهاء السهرة ودعتها داعية لها
وهكذا انتصرت فاطمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى