الشركات الخليجية تعطي الأولوية للاستراتيجية والامتثال والتكنولوجيا مع استعداد تطور 2025 لتهيئة المشهد لعام 2026

 

الرياض ـ أحمد بن عبدالقادر

تدخل الشركات في دول مجلس التعاون الخليجي عام 2026 بتركيز أكبر على الكفاءة التشغيلية والامتثال والتحول التكنولوجي، وذلك وفقاً لما أكدته مجموعة سوفريــن PPG، المزود الرائد إقليمياً لخدمات تأسيس الأعمال والخدمات المؤسسية.

وتشير بيانات المجموعة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى أن عام 2025 شكّل نقطة تحول محورية في نضوج الأعمال، حيث شهد تطبيق ضريبة الشركات، وإصلاحات تنظيمية، وتوسّع مبادرات التوطين، وتسارعاً كبيراً في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي. كما أن تزايد التوجه نحو الهياكل المحلية والمواءمة التنظيمية بين دول الخليج يعزّزان مصداقية المنطقة كمركز عالمي للأعمال.

وقال سيمون غوردون، المدير العام – الشرق الأوسط في سوفريــنPPG : “تنتقل الشركات في الخليج من التركيز على سرعة إنجاز الأعمال إلى بناء استراتيجيات واضحة. نحن ندخل مرحلة جديدة من النضج المؤسسي في دول مجلس التعاون، حيث يرتبط النجاح بالحوكمة والكفاءة والقدرة على توظيف التكنولوجيا بمسؤولية”.

ضريبة الشركات والإصلاح التنظيمي: التنظيم كمُمكّن استراتيجي

أسهمت دورة ضريبة الشركات الأولى في الإمارات في تحويل التنظيم إلى ميزة تشغيلية واستراتيجية. كما يعزز توسع اعتماد قواعد المستفيد الحقيقي (UBO)، والفوترة الرقمية، والأطر الحوكمة الصارمة، مستويات الشفافية وثقة المستثمرين عبر المنطقة.

وكشفت المجموعة عن ارتفاع كبير في الطلب على خدماتها خلال السنوات الماضية، حيث ارتفع الطلب على الإرشاد الضريبي بنسبة 152.6% بين 2023 و2024، وبنسبة 66.7% إضافية في 2025. وزاد الإقبال على هياكل التأسيس بنسبة 52.2% ثم 191.4%. كما ارتفعت استفسارات مكاتب العائلات بنسبة 102% ثم 34%. مما يؤكد تزايد الاهتمام بالحلول المنظمة والداخلية.

وتواصل الإمارات تصدرها كمحور رئيسي لعمليات تأسيس الشركات ومكاتب العائلات وحلول الإقامة، مع تزايد اهتمام المستثمرين من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، بينما تعزز البحرين وقطر والسعودية منظوماتها التنظيمية. وتمتد عمليات المجموعة حالياً إلى 126 دولة حول العالم.

وأضاف غوردون: “يعزز التنظيم ثقة المستثمرين عبر إظهار الشفافية والموثوقية. قد يظن البعض أن بيئة الأعمال في الشرق الأوسط سهلة وسريعة، لكن الامتثال الصارم للمعايير هو ما يجذب النوع الصجيج من الشركات القادرة على إضافة قيمة مستدامة للمنطقة”.

الذكاء الاصطناعي وتحول القوى العاملة

يتسارع اعتماد الذكاء الاصطناعي في وظائف الموارد البشرية والمالية والامتثال، ما يحسن التوظيف وأتمتة سير العمل وإدارة البيانات، ويعزز الحوكمة الداخلية. وفي الوقت نفسه، يظل التوطين محوراً رئيسياً ضمن خطط الشركات، مما يجعل التخطيط المبكر لمسارات التطور الوظيفي عاملاً أساسياً في تجنب ارتفاع معدلات معدل دوران الموظفين.

وفي 2025، ساهم تحديث منظومة التأشيرات في الإمارات وتأشيرة الإقامة الذهبية في تعزيز ثقة المستثمرين واستقطاب الكفاءات، حيث شكلت التأشيرات الذهبية 20% من خدمات المجموعة، وكانت40% منها للنساء، ما يعكس جاذبية استثمارية شاملة.

وقالت نينا باتشيتش، شريكة أعمال الموارد البشرية – الشرق الأوسط في سوفريــن PPG: “الذكاء الاصطناعي يغير أسلوب العمل، لكن رأس المال البشري يظل جوهر قصة النمو في الخليج. التوطين، وإصلاحات القوى العاملة، ومنظومات التأشيرات الجديدة تعيد تشكيل طرق جذب الشركات للمواهب والحفاظ عليها”.

تنامي الثروات المحلية وترسيخ الطابع المؤسسي

تواصل المنطقة استقطاب العائلات فائقة الثراء إلى الهياكل المحلية المنظمة، مع تزايد الطلب على حلول الحوكمة طويلة الأجل والتخطيط للوراثة. وقد عزز كل من سوق أبوظبي العالمي و مركز دبي المالي العالمي مكانتهما كمراكز رائدة لمكاتب العائلات، بينما تعمل قطر والبحرين على تطوير منظوماتهما بدعم من سياسات تنظيمية تقدمية.

وقالت زانا جابلان موسى، مديرة العمليات – الشرق الأوسط في سوفريــن PPG: “يتطور الخليج ليصبح أحد أكثر الوجهات موثوقية على مستوى العالم لإدارة الثروات والعمليات المؤسسية. ومع تحول رؤوس الأموال العالمية نحو المنطقة، تبرز دول مجلس التعاون بفضل مزيج من الحوكمة والفرص والسياسات المستقبلية”

توقعات 2026: انضباط تشغيلي ونمو استراتيجي: تتوقع المجموعة أن تركز الشركات الخليجية خلال عام 2026 على:

· المواءمة مع الأنظمة الإقليمية وجاهزية ركيزة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD.

· التوسع في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي عبر المالية والموارد البشرية والامتثال.

· الاستفادة من حوافز البحث والتطوير والابتكار.

· تطوير الهياكل المحلية ومكاتب العائلات.

· تعزيز التوطين وتطوير الكفاءات الوطنية.

وأضاف غوردون: “إذا كان 2024 عام النمو، و2025 عام الحوكمة، فإن 2026 سيكون عام الانضباط التشغيلي. تعمل الشركات على تعزيز استراتيجياتها وبناء المرونة والاستفادة من الامتثال والتكنولوجيا كمحفزات لنمو أكثر ذكاءً واستدامة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى