“بناء بيئة متطورة”.. دورات المنتدى السعودي للإعلام ترصد تحولات “رؤية 2030” في القطاع

 

حنان بكري _ الرياض – ديسمبر 2025:

شكلت دورات المنتدى السعودي للإعلام منذ انطلاق نسخته الأولى في عام 2019م ، منصة ملهمة لتتبع التحولات، التي قادتها رؤية المملكة 2030 في القطاع الإعلامي، و أصبح المنتدى أحد أبرز المؤشرات العملية على بناء بيئة إعلامية متطورة تتسق مع التغيرات الاقتصادية و التنموية، التي شهدتها المملكة خلال العقد الأخير.

و انطلقت فعاليات المنتدى منذ دورته الأولى بوصفها مساحة حوارية تلتقي فيها الخبرات العالمية مع التجارب الوطنية، في وقت كانت فيه المملكة تدخل مرحلة تحول شامل في بنيتها الاقتصادية و الثقافية و المعرفية، و هو ما منح المنتدى دورًا جوهريًا في صياغة اتجاهات النقاش و تحديد أولويات القطاع.

و قدمت الدورات السابقة للمنتدى مجموعة واسعة من المخرجات، التي أسهمت بصورة مباشرة في تشكيل البيئة التشريعية والتنظيمية للإعلام، بدءًا من مناقشة سياسات تنظيم المحتوى الرقمي، و مرورًا بتطوير استراتيجيات البث و الاتصال، و وصولًا إلى تعزيز الشفافية المهنية و تحديد معايير حديثة للإنتاج الإعلامي، و شهدت تلك الدورات نشاطًا لافتًا في طرح توصيات تتعلق بإدارة غرف الأخبار متعددة المنصات، و تطوير مهارات الصحفيين في التعامل مع التقنيات الجديدة، و إعادة تصميم النماذج الاقتصادية للمنصات الإعلامية، بما يتوافق مع النمو الكبير في حجم المحتوى و سلوك الجمهور.

و كان لمشاركة رموز إعلامية عالمية و محلية أثر في خلق وعي مهني جديد، دفع بالمؤسسات الإعلامية في المملكة إلى تحديث سياساتها التحريرية و أدوات التحليل و التخطيط، و مثّل المنتدى في نسخِه المختلفة ذراعًا فاعلة لرؤية 2030 في تعزيز الإبداع و إبراز المواهب الوطنية، حيث شكّل منصة لتقديم مبادرات نوعية في مجالات الابتكار الصحفي، و التجارب الرقمية، و إنتاج المحتوى بمختلف أشكاله.

و ساعدت الجلسات المتخصصة في تهيئة بيئة محفّزة لصناعة المحتوى الإبداعي، و تحسين جودة الرسائل الإعلامية، و رفع تنافسية المؤسسات الوطنية عبر تعزيز الشراكات الدولية و نقل الخبرات، و مع كل دورة، كان المنتدى يعكس تطور القطاع الإعلامي السعودي و يواكب مراحل التحول الرقمي، ليقدّم صورة واضحة عن نضج الصناعة و مستوى جاهزيتها للمنافسة إقليميًا و عالميًا.

و تراكمت خلال السنوات الماضية نتائج ملموسة في تطوير منظومة الإعلام داخل المملكة؛ فالكثير من التوصيات التي خرجت من منصات المنتدى تحولت إلى سياسات و توجهات تنفيذية، أسهمت في بناء أطر تشريعية أكثر مرونة، وتنظيم منظومة البث الرقمي، و تطوير معايير صناعة المحتوى، وتعزيز حضور الإعلام السعودي في المشهد الإقليمي و الدولي، و بمرور نحو عشر سنوات من الإلهام المنبثق من رؤية 2030 منذ إعلانها في أبريل 2016، أصبح المنتدى السعودي للإعلام واحدًا من أهم الأدوات، التي توثق أثر رؤية 2030 في قطاع الإعلام، و واحدة من أبرز المنصات التي تساعد في صياغة مستقبل الصناعة، و رسم المسار الذي تتقدم من خلاله المملكة نحو موقع ريادي في الإعلام العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى