قطار الرياض–الدوحة… خطٌ جديد يرسم مستقبل الخليج

الدكتور. :رشيد بن عبدالعزيز الحمد
– ليست الاتفاقية التاريخية التي شهدها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مجرد مشروع نقل عابر، بل هي إعلان صريح عن مرحلة جديدة من التكامل الخليجي الذي تقوده قيادتان شابتان تؤمنان بالتخطيط العميق والمستقبل المشترك.
مشروع القطار السريع بين السعودية وقطر، الممتد على مسافة 785 كيلومترًا، هو أكثر من خط حديدي؛ إنه جسر تنموي واستراتيجي يربط العاصمتين خلال ساعتين فقط، ويمر بمحطات رئيسية تمس قلب الحراك الاقتصادي في الهفوف والدمام، ويصل بالمطارات العالمية في الرياض والدوحة، في خطوة ستعيد تشكيل مشهد التنقل والتجارة والسياحة بين البلدين والمنطقة بأسرها.
هذا المشروع الضخم يعكس وضوح الرؤية لدى القيادتين، ويترجم فلسفة جديدة في العمل الخليجي تقوم على:
• تسريع التكامل الاقتصادي،
• تعزيز جودة الحياة للمواطن والمقيم،
• وتسخير البنية التحتية لخدمة الإنسان والتنمية.
لقد برهنت السعودية وقطر من خلال هذهد الخطوة أن العلاقات الأخوية ليست شعارًا، بل مشاريع ملموسة، واستثمارات مشتركة، ورؤية تتجاوز الحدود التقليدية. وما كان لهذا الإنجاز أن يظهر لو لم تكن هناك قيادتان تستشرفان المستقبل وتملكان القدرة على تحويل الأفكار إلى واقع.
إن مشروع قطار الرياض–الدوحة ليس مجرد اتفاقية؛ إنه رسالة أمل وتفاؤل بأن الخليج قادر على تقديم نموذج حضاري رائد، يقوده شباب طموح، ويخطط بعقلية عالمية، ويعمل بثقة وثبات نحو غدٍ مشرق.
وبين الرياض والدوحة… يبدأ خط جديد من الإخاء والتنمية، ينطلق بسرعة 300 كيلومتر في الساعة، لكنه يختصر سنوات طويلة من التعاون المنتظر.



