قلب الرجل ، وتعاسة المرأة

✍️هيا الدوسري
بين نداء القلب ونداء العقل ،لم يعد الرجل كما كان. في زمننا هذا، وعلى المرأة أن تعي تحوّلات تفكيره ونواياه، لتفهم من هو هذا الرجل الذي تقابله ماذا يريد؟ وإلى أين يتجه؟
وعندما يعرض رجلٌ صداقته على امرأة، فمن حقّها تمامًا أن ترفض إذا كانت لا تؤمن بالصداقات بين الجنسين. وعلى الرجل أن يتفهّم موقفها دون أن يفسّره على أنه رفض لشخصه، ودون أن يحوّل الأمر إلى عداوة أو خصومة. فبعض المواقف لا تستحق أكثر من الاحترام والابتعاد بهدوء.
الحب بلا زواج ،واقع أم وهم؟
أصبح (الشوقر دادي) على استعداد أن يدفع الغالي لامرأة لمجرد أنها أعجبته لتكون “صديقة”، لكنه غير مستعد أن يدفع مهراً لزوجة ، أو حتى بالإنفاق على زوجته ..وأولاده.
غريب أن يبلغ الخمسين والستين ، يغزوه الشيب، وما زال يركض خلف وهم الحب، وكأن العقل نائم، والهوى قائد.
هروب من المسؤولية ،وفكر جديد
الرجل الذي تخطى عمر الأربعين ، أصبح الآن يفضّل “القفز من النافذة”.
عزوف عن الزواج، حجّته؟ “لا أريد مسؤوليات ولا نفقات”، لكنه لا يتردد أن يُنفق الكثير على سفراته ،وصداقاته وغير ذلك من متع الحياة .
هل السبب في الزوجات؟ أم فيهم؟
قد يكون التقاعد، أو الفراغ العاطفي، أو “الملل”، وقد تكون مواقع التواصل، التي حولت بعض الرجال إلى مراهقين متأخرين.
ولكن..لا يمكن أن نغفل عن دور المرأة أيضًا.
الزوجة التي تُهمل نفسها، بيتها ، مسؤلياتها ، زوجها ، أنوثتها، ومظهرها، تخلق فراغًا في قلب الرجل فيملّ، ويهرب.
سؤال ؛ هل أصبح الرجل يهرب من الزواج لأنه لم يجد فيه أنثى تُشبه الحلم الذي في قلبه؟
حين تختزل المرأة في جسد
هناك رجال لا يرون في المرأة سوى جسد يعبرونه، لا شخصية يحترمونها، ولا روحًا يتأملونها.
قد ينبهر أحدهم بجمال المرأة، ولا ألومه على ذلك، فالجمال هو الإطار الأول لأي لوحة.
لكن… الإنسان الحقيقي لا يتهيج كلما لمح أنثى جميلة، ولا يفكر في “الانقضاض” قبل أن يمنح نفسه لحظة تأمل، ليفهم:
من هذه؟ وما الذي تخفيه وراء هذا المظهر؟
الرجل الذي ينظر بجسده لا بعقله، له علامات لا تخطئها أنثى: عين لا تستقر، تركيز على المفاتن، لمسات مريبة، كلمات غزل باردة، وإذا لم يجد تجاوبًا ..اختفى كما جاء.
المرأة بطبيعتها تحب أن تُمدَح، أن تُشعر بأنها أنثى، لكن لا تقبل أن تُعامَل كشيء سهل المنال، ولا أن تُختصر في عبارات غزل جوفاء، لا تُقدّر عقلها ولا احترامها لذاتها .
من مقولات سقراط
“أسوأ الرجال من يحتاج إلى امرأة لكنه لا يعرف كيف يكون لها خيرًا.
حين لا تبقى المرأة وحدها في قلب رجل
وفي إطار الزواج، كثيرًا ما تجد المرأة تعاستها مع زوجٍ أهملها بعد أن تزوّج بأخرى، أو مال إلى إحداهن وتركها مُعلَّقة، رغم أنها لم تُقصِّر يومًا في حقه. فالإهمال العاطفي أشدّ وقعًا على قلب المرأة من أي حدثٍ آخر، خاصة حين تُعطي ولا تجد مقابلًا.
كيف لامرأة أن تشعر بالسكينة، وهي تعيش مع رجل يسكن مع أخرى؟
كيف تقنع نفسها بأنه “شريكها”، وهو يُشارك غيرها اللحظات التي كانت لها وحدها؟
كيف تمسك ذراعه بحب .. وهي تعلم أن يدًا أخرى تنتظر عودته؟
وأن بيتها، لم يعد بيتها فقط… وأن قلبه، قد لا يكون لها تمامًا.
التعدد وإن شُرّع .. يبقى هنا في صالح الرجل، لا المرأة.
فالمرأة تُستنزف داخليًا تحترق كالشمعة، تنير بيته، تجهد نفسها، وتُجاهد غيرتها، ثم لا تجد سوى “ضرة” أخرى، وحرب أعصاب لا تنتهي..
القلب لا يسع أكثر من واحدة، ولو اتسع ما خُلقت حواء من ضلعٍ واحد
أنا لست ضد الشرع، لكنني أكتب من منطلق عاطفي بحت: كيف تستقر علاقة يُقاسمها طرف ثالث
و القلب لا يسع أكثر من واحدة.. ولو اتسع ما خُلقت حواء من ضلعٍ واحد!!
دعوة للنساء
كوني لزوجك “صديقة وحبيبة”، كلمتك ناعمة، ووجودك خفيف، ومظهرك جذاب.
اغمريه بأنوثتك قبل أن يبحث عنها في مكان آخر.
فالمرأة الحكيمة تحفظ زوجها، وتحفظ بيتها، وتصنع فرقًا في شكل المجتمع .
في النهاية ؛ هل نحن في أزمة رجال أم في أزمة نساء لايفهمن الرجال ؟



