نداء من تحت التراب

حوار : د/ عمرو خالد حافظ
لأن «نداء من تحت التراب» يرمز إلى الأصوات والمشاعر التي دفنها الإنسان في أعماقه؛ آلام وتجارب ظنّ أنها انتهت، لكنها ما زالت تناديه في صمت.
هذا العنوان لا يشير إلى الماضي بقدر ما يفتح بابًا على الداخل، على تلك الحقيقة الخفية التي ربما حاولنا تجاهلها طويلًا. فكل ما دُفن فينا لم يمت، بل انتظر لحظة الإصغاء.
وحين نصغي بصدق، نكتشف أن ما اعتقدناه ضعفًا كان في جوهره أكثر ما يعبّر عنا، وأن الاعتراف به هو الخطوة الأولى نحو الفهم، ثم الشفاء.
في هذا الحوار، نقترب من كاتبة «نداء تحت التراب» الاستاذة أمنة مباركي لنستمع إلى دوافع الكتابة، وإلى الحكايات التي خرجت من عمق التجربة الإنسانية، وكيف يمكن للكلمة أن تكون وسيلة إنقاذ، ونداء حياة من تحت الركام.
في البداية تحدثت مع الكاتبة بحوار مباشر لمعرفة عن باكورة أعمالها لإعطاء القارئ معلومات عن محتوى الكتاب الذي اعتبره بمثابة رسالة مميزة جمعت بين العديد من المشاعر الإنسانية الصادقة لتصل إلى القارئ كبلسم يتسم بالسلاسة والوضوح لنبدأ الاسئلة:
1- كيف تصفين شعورك وانت ترين اول كتاب يحمل اسمك بين ايدي القراء؟
شعور يشبه الامتنان الممزوج بالفرح كأن جزءا من القلب خرج للعلن ووجد من يحتضنه.
2- متى بدات فكرة هذا الكتاب وهل كان حلما مؤجلا ام وليد لحظة؟
بدات الفكرة بهدوء كتراكم مشاعر وتجارب حتى وجدت اللحظة التي تستحق ان تكتب فيها.
3- لماذا اخترت ان يكون كتابك الاول مزيجا بين الخواطر والشعر؟
لان الخاطرة تمنحني حرية البوح والشعر يمنح النص عمقه وايقاعه فكان الجمع بينهما اكثر صدقا للحرف.
4- عنوان وفكرة الكتاب تدور حول وجوه الانسان المتعددة كيف ولد هذا المفهوم؟
عنوان الكتاب ( نداء من تحت التراب ) من مراقبة الانسان كما هو بضعفه وقوته بما يظهره وما يخفيه اردت ان اكتب الوجه الصادق خلف الاقنعة المتعددة لنا.
5- اي وجه كان الاصعب في الكتابة عنه الالم الفقد ام التمرد؟
الالم لانه يحتاج صدقا كاملا دون تجميل.
6- هل النصوص مستوحاة من تجارب شخصية ام من ملاحظاتك لحياة الاخرين؟
هي مزيج بين الاثنين فالانسان يتقاطع في مشاعره مهما اختلفت التجارب.
7- كيف توازنين بين الصدق العاطفي والبعد الادبي اثناء الكتابة؟
ابدا بالصدق ثم اترك للغة ان تهذب الشعور دون ان تفرغه من حقيقته.
8- حضور الالم واضح في الكتاب هل ترين الكتابة وسيلة شفاء؟
هي شفاء جزئي لا تنهي الوجع لكنها تجعله مفهوما واخف وطاة.
9- كيف يتسلل الامل الى النصوص رغم ثقل الفقد والحزن؟
من الايمان بالله بان بعد كل وجع مساحة فرح وفرج ولو كانت صغيرة.
10- هل تؤمنين بان الادب قادر على انقاذ الانسان في لحظاته الهشة؟
ربما لا ينقذ دائما لكنه يمسك بيد الانسان كي لا يسقط وحيدا.
11- لغتك تميل الى البساطة العميقة هل هو اختيار واع ام اسلوبك الطبيعي؟
اختيار واع لان العمق لا يحتاج تعقيدا بل صدقا.
12- هل تكتبين النص اولا كخاطرة ثم يتحول الى شعر ام العكس؟
غالبا يبدا كخاطرة ثم يقودني الى عالم اخر ليصبح اقرب الى الشعر.
13- ما اهمية الصمت والمساحات البيضاء بين الكلمات في نصوصك؟
الصمت يقول احيانا ما تعجز عنه الكلمات والمساحات البيضاء جزء من المعنى لا فراغ فيمنح القارئ مساحة ليشعر بالنص بطريقته.
14- اي شعور تتمنين ان يخرج به القارئ بعد الانتهاء من الكتاب؟
ان يشعر بانه مفهوم وانه ليس وحيدا وان الله معه يتكفل به.
15- هل هناك رسالة غير مباشرة تحاولين ايصالها؟
ان الهشاشة ليست ضعفا بل شكل من اشكال الانسانية.
16- هل تخاطبين فئة عمرية معينة ام الانسان بشكل عام؟
اخاطب الانسان اينما كان وفي اي عمر.
17- وجود التمرد في الكتاب على ماذا يتمرد قلمك؟
على القسوة وعلى الصمت القسري.
18- كيف استطعت ادخال الضحك وسط هذا العمق الانساني؟
لان الضحك جزء من الانسان ولان الحياة لا تختصر في الالم فقط.
19- هل الضحك عندك مقاومة ام مصالحة مع الواقع؟
هو مقاومة للانكسار ومصالحة مع ما لا يمكن تغييره.
20- ما النص الاقرب الى قلبك في هذا الكتاب ولماذا؟
النص الذي كتب بلا تخطيط لانه خرج كما هو من القلب.
21- ماذا اضاف لك هذا الكتاب انسانيا قبل الادبي؟
علمني الصبر على نفسي والتصالح مع ما لا يمكن تغييره.
22- هل نقرا لك قريبا تجربة مختلفة ام استمرارا لهذا الخط؟
القادم مختلف في الشكل لكن الصدق سيبقى حاضرا.
23- كلمة اخيرة لكل من يرى نفسه بين سطور كتابك؟
انت لست وحدك وما تشعر به يستحق ان يقال ويحترم وتذكر دائما ان العمر لا يتكرر وان الصحة لا تعوض وان الله لا يكلف نفسا الا وسعها.



