براشا : زحام عروس البحر الأحمر يتطلب حلولا تواكب تسارع التنمية

 

غيداء موسى – متابعات

أكد استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة الدكتور نبيل بن محمد إعجاز براشا، أن مدينة جدة شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا لافتا في البنية التحتية والمشاريع الكبرى، شمل توسعة الطرق، وإنشاء الجسور والأنفاق، وتطوير الأحياء، إلى جانب المشاريع السياحية والاقتصادية التي عززت من مكانة المدينة كعاصمة اقتصادية وسياحية للمملكة ، غير أن هذا التطور التنموي تزامن مع نمو سكاني وعمراني متسارع، تجاوز في بعض مراحله القدرة الاستيعابية لشبكة الطرق، ما أسهم في تفاقم الازدحام المروري وتحوله إلى مشهد وواقع يومي.

وأوضح أن زحام جدة لم يعد حالة عابرة أو مرتبطة بساعات الذروة فقط، بل أصبح مشكلة يومية تؤثر على جودة الحياة، حيث يعاني المواطن والمقيم من تأخر الوصول إلى أعمالهم ومدارسهم ومواعيدهم، حتى مع الحرص على الخروج المبكر من المنزل، في ظل كثافة مرورية تفوق الطاقة الاستيعابية لمعظم الشوارع الحالية.

وأشار د.براشا إلى أن خروج الجميع في وقت واحد من منازلهم، سواء الطلاب إلى مدارسهم أو الموظفين إلى أعمالهم، يعتبر أحد أبرز أسباب الاختناق المروري، وهو أمر يستدعي حلولا تنظيمية وانسيابية ذكية، يسهم في تخفيف الضغط عن الطرق في ساعات الذروة ، إذ إن من أبرز التحديات أيضًا الارتفاع الكبير في أعداد السيارات مقابل بقاء كثير من الشوارع على حالها دون توسعة جذرية، ما خلق فجوة واضحة بين حجم الاستخدام والطاقة الاستيعابية للطرق.

ولفت إلى أن جدة بحاجة ماسة إلى إنشاء خط سريع يوازي خط الحرمين، ليكون مسارا حيويا يخفف الضغط عن الشرايين الرئيسية ، فمعالجة زحام جدة تتطلب رؤية متكاملة لا تقتصر على الحلول الهندسية فقط، بل تشمل التخطيط الحضري، والاستفادة من التقنيات الذكية في إدارة الحركة المرورية، بما يحقق الانسيابية المطلوبة ويحافظ على وتيرة التنمية.

ويجدد د.براشا تأكيده على أن قضية زحام جدة لم تعد مجرد تحد مروري، بل أصبحت ملفا حضريًا واجتماعيًا واقتصاديا متشابكا ، يمس حياة الناس اليومية وإنتاجيتهم وصحتهم النفسية وجودة معيشتهم ، فاستمرار الازدحام دون حلول جذرية سيؤدي إلى مضاعفة الخسائر الزمنية والاقتصادية، ويؤثر سلبًا على صورة المدينة التي تشهد نهضة تنموية كبرى، فالتعامل مع الزحام يجب أن يكون بفكر استباقي ورؤية طويلة المدى، تقوم على التكامل بين تطوير البنية التحتية، بما يخفف الضغط عن الطرق ويعزز السلامة المرورية ، فعروس البحر الأحمر تمتلك المقومات البشرية والاقتصادية والتخطيطية التي تؤهلها لتجاوز أزمة الزحام، متى ما تم توحيد الجهود بين الجهات المعنية ووضعت الحلول وفق احتياجات المدينة المستقبلية، فمعالجة الازدحام ليست ترفا حضريا، بل ضرورة ملحة لضمان استدامة التنمية وتحقيق مدينة أكثر انسيابية وراحة لسكانها وزوارها معا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى