حين انتصرت الرحمة على السقوط

فاطمه الحربي
في الحرم المكي، حيث يفترض أن تهدأ الأرواح قبل أن تضعف، وقعت لحظة اختبرت المعنى الحقيقي للإنسانية. رجل على حافة اليأس، وجندي على حافة القرار. ثانية واحدة فقط كانت كفيلة بأن تنتهي القصة، أو تُكتب من جديد.
الجندي ريان العسيري لم يكن يبحث عن بطولة، ولم يكن أمام كاميرا. كان أمام إنسان. اختار أن يقترب لا أن يراقب، وأن ينقذ لا أن يتردد. أمسك بالحياة قبل أن تسقط، وأعادها إلى صاحبها بصمت يشبه قدسية المكان.
هذه الحادثة لا تُقرأ كخبر عابر، بل تُحفظ في الذاكرة الصحفية بوصفها شاهدًا على أن رجال الأمن في الحرمين لا يحمون المكان فقط، بل يحملون قيمه. فالرحمة هنا لم تكن شعارًا، بل فعلًا في لحظة حاسمة.
ما جرى يذكّرنا بأن اليأس قد يزور أي قلب، حتى في أطهر البقاع، لكن الفرق تصنعه يد واعية، وقلب حاضر، وإنسان قرر أن يكون سببًا في نجاة روح، لا شاهدًا على سقوطها



