استشاري : “النوم والماء والرياضة” علاجات ربانية لا تحتاج إلى روشتة الأطباء

غيدا موسى – جدة
كشف أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الاطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا ، أنه زادت في الفترة الأخيرة شكاوي الكثيرين من الأفراد وتحديدًا الأطفال بمختلف الشرائح العمرية من بعض الأمراض ، وبالتشخيص نجد أنها أمراض أكتسبها الفرد نتيجة سلوكيات أنتهجها في حياته ، وكان بالإمكان تجنبها بإتباع النمط الصحي للحياة ، إذ إن التطور الاجتماعي والاقتصادي والتقني الذي حدث في العقود الأخيرة أدى إلى تغيير ملموس وكبير في النمط الصحي للحياة لدى جميع المجتمعات.
وقال إن هناك علاجات ربانية وطبيعية أوجدها الخالق سبحانه وتعالى في الحياة لحماية البشرية من الأمراض التي تداهم أجسادهم ، وهذه العلاجات متوفرة بأيدينا وسهلة المنال على مدار اليوم ، ولكن معظم الناس لا ينظروا إليها بعين الأهمية ، مما ترتب على إهمالها غزو الأمراض في الأجسام ، وأول هذه العلاجات الربانية “النوم الصحي” وإعطاء الجسد كفايته من ساعات الراحة ، فمعظم الأفراد وخصوصًا الأطفال اليافعين والمراهقين يتجاهلون أهمية النوم وجودته ، إذ اتخذوا السهر وسيلة للترفيه سواء عبر الأجهزة الذكية أو الألعاب الإلكترونية مما نتج عن ذلك زيادة حالات اضطرابات النوم ، ونعاس النهار المتكرر ، الصداع ، سواد تحت العينين ، تقلب المزاج ، ضعف الإنتاجية ، عدم القدرة على التحصيل العلمي ، وغيرها وغيرها الكثير من الأعراض.
ولفت إلى أنه يجب على الإنسان النوم والاستيقاظ مبكرًا وتجنب السهر ، فهناك فوائد لا تعد ولا تحصى للنوم المبكر أوجدها سبحانه في الساعات المبكرة التي ننام فيها ، منها تنظيم الهرمونات ، فالنوم المبكر ينظم إفراز الهرمونات المهمة مثل هرمون النمو وهرمونات الميلاتونين والتوازن الغذائي بجانب ضبط الساعة البيولوجية ، مما يؤثر بشكل إيجابي على النمو والصحة العامة، وتعزيز عمل جهاز المناعة فأحد فوائد النوم المبكر هو تعزيز عمل بروتينات وخلايا الجهاز المناعي، بحيث يصبح أكثر قدرة على مقاومة الأمراض ، كما أنه يصبح أكثر قدرة على التعرف على الأجسام الغريبة التي قامت بمهاجمة الجسم، وبالتالي التخلص منها ، وأيضا يساعد النوم المبكر على تعزيز وظائف الدماغ وزيادة الانتباه والتركيز أثناء اليوم ، كما يساهم النوم المبكر في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، وخفض مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري النمط الثاني ، وبجانب كل ذلك تعزيز وتحسين المزاج والعواطف الإيجابية، بينما قلة النوم قد تزيد من خطورة التوتر والقلق.
وتابع : أما العلاج الثاني المهم الذي أوجده سبحانه وتعالى فهو “الماء” الذي يشكل أهمية كبيرة للجسم ، وهو القائل ” وجعلنا من الماء كل شيء حي ” ، وهنا ندرك أهمية الماء في اتمام الكثير من العمليات الحيوية داخل أجسامنا ، إذ يلاحظ تراجع كبير في استهلاك الماء لدى معظم الأفراد ، فيما زاد إستهلاك المشروبات الغازية والمحلاة ومشروبات الكافيين بشكل مفرط وكبير ، وظهرت معها العديد من المشاكل المرتبطة بصحة الفرد ، وللأسف فمعظم حالات الجفاف وزيادة الحصوات والإمساك مرتبطة بقلة تناول الماء ، وبذلك فأن تناول الماء ليس محصور في سد العطش بل يشكل دواء للكثير من الأمراض ومنها الأملاح الزائدة ، والتخلص من السموم ، وتحسين البشرة ، وتقوية المناعة ، والمساعدة على الهضم ، وتجنب جفاف الجسم ، وتحسين وظائف الدماغ ، والمساعدة على اتباع نظام غذائي صحي ، وأظهرت الدراسات أن من فوائد شرب الماء بكميات كبيرة التقليل من استهلاك السعرات الحرارية والدهون المشبعة والسكر والصوديوم والكوليسترول ، وتحسين النشاط البدني ، وتنظيم درجة حرارة الجسم.
وبين أن العلاج الثالث وهو الذي أصبح مهملاً لدى الكثيرين ويتمثل في “ممارسة الرياضة” ، ونتج عن ذلك ارتفاع حالات زيادة الوزن وصولاً إلى السمنة المفرطة ومقاومة الانسولين ومع مرور الوقت الإصابة – لا سمح الله – بالسكري النمط الثاني ، ومن هنا ندرك أهمية الرياضة في حياتنا للوقاية من الأمراض ، فالمطلوب يوميًا نصف ساعة فقط للرياضة لتفادي الكثير من المشاكل ، ففوائد الرياضة كثيرة منها المحافظة على الوزن المثالي ، تقوية العضلات والعظام ، تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة ، الحفاظ على صحة البشرة ، وتجنب الاكتئاب والقلق والتوتر ، وتحسين المزاج ، زيادة الثقة بالنفس ، تحسين جودة النوم، تعزيز وظائف الدماغ.
وأكد البروفيسور الأغا أنه من كل ما سبق ندرك أن هناك علاجات ربانية وطبيعية أوجدها سبحانه وتعالى لحماية البشرية من الأمراض ولا سيما المكتسبة ، فالنوم والماء والرياضة أدوية طبيعية لا تحتاج إلى روشتة الأطباء وتعمل على تعزيز منظومة صحة الجسم وحمايته من أمراض كثيرة لا تعد ولا تحصى ، فخير نصيحة ” النوم الصحي ، وعدم تجاهل تناول الماء بشكل جيد ، ومنح الرياضة نصف ساعة من الوقت في البرنامج اليومي” ، وبذلك تتحقق مفاهيم جودة الحياة والوقاية من الأمراض التي باتت تغزو الأجساد دون استئذان ، وسلامة صحتكم.