الأميرة الغادة بنت فهد آل سعود تتساءل: هل ما زلنا بحاجة للصحف الإلكترونية في عصر المنصات؟
تساؤل يعيد النقاش حول الموثوقية والتوثيق الرسمي للصحافة مقابل سرعة وانتشار وسائل التواصل

بقلم:عبدالعزيز عطيه
طرحت الأميرة الغادة بنت فهد آل سعود عبر حسابها في منصة إكس (تويتر سابقاً) تساؤلاً لاقى تفاعلاً واسعاً بين المتابعين:
> “مع كثرة المنصات اليوم، هل ما زلنا بحاجة لصحف إلكترونية ننشر فيها مقالاتنا؟
أم أن صفحاتنا على وسائل التواصل أصبحت هي الصحيفة الحقيقية لمناقشة الأفكار وطرح الآراء؟”
هذا السؤال يعكس تحوّلاً محورياً في المشهد الإعلامي المعاصر، حيث باتت منصات التواصل الاجتماعي منبراً رئيسياً للتعبير، بينما لا تزال الصحف الإلكترونية تحتفظ بمكانتها كجهة موثوقة ومرجع رسمي للنشر.
فالصحف الإلكترونية، بخلاف منصات التواصل، تعمل تحت إشراف الجهات المختصة، مما يمنحها قوة ومصداقية وأرشفة مؤسسية تضمن حفظ المقالات والمواد المنشورة كمرجع يمكن العودة إليه. كما أن خضوعها للرقابة والأنظمة الإعلامية يجعلها أكثر مسؤولية في الطرح والتوثيق.
في المقابل، تتميز وسائل التواصل بسرعة الوصول وانتشار المحتوى، غير أن غياب التوثيق وسهولة تعديل أو حذف ما يُنشر، إضافة إلى إمكانية إدارة الحسابات من قبل أشخاص مجهولين، يجعلها أقل موثوقية كمصادر معتمدة.
وبين هذين المسارين، تتضح معادلة التكامل: فالصحف الإلكترونية تمنح المقالات شرعية التوثيق والاعتماد، فيما تمنح وسائل التواصل قوة الانتشار والنقاش المباشر، ليشكّلا معاً جناحين أساسيين للإعلام الحديث.
ما طرحته الأميرة الغادة بنت فهد يعكس وعياً بضرورة التوازن بين الوسائل الإعلامية، حيث لم تعد القضية خياراً بين “صحيفة أو منصة”، بل باتت المسألة تكاملاً بين المرجعية المؤسسية والانتشار الشعبي في صناعة الرأي العام.