الشراكة بين المجتمع والأسرة لحماية كبار السن من المخاطر الرقمية

عبد العزيز عطية العنزى
مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في حياتنا اليومية، أصبحت المخاطر الرقمية تمثل تهديدًا حقيقيًا لكبار السن. فبينما توفر التكنولوجيا العديد من الفوائد، إلا أنها تأتي أيضًا مع تحديات تتطلب تعاونًا وثيقًا بين المجتمع والأسرة لحماية هذه الفئة من المخاطر المحتملة.
يواجه كبار السن مجموعة من المخاطر الرقمية، تتراوح بين الاحتيال الإلكتروني والتصيد والابتزاز وسرقة الهوية وغالبًا ما يكون هؤلاء الأفراد أقل دراية بالتكنولوجيا، مما يجعلهم أهدافًا سهلة للمحتالين. لذا، فإن توعيتهم وتوفير الحماية اللازمة يعد أمرًا ضروريًا.
ولسعي الدولة الحثيث لتوفير الحماية لجميع أفراد المجتمع من المخاطر الرقمية التي يتعرضون لها كان للإعلام الدور الأبرز في ذلك.
وحول هذا الموضوع الأمني الرقمي، قدم الأستاذ تركي اليوسف الممثل النظامي لشركة بصمة أمان للأمن السيبراني، التوعية الشافية والوافية لكبار السن بشأن حمايتهم من التهديدات الرقمية ويوضح وبكل شفافية الأسباب التي تؤدي إلى وقوعهم في فخ الابتزاز وكذلك الحلول والعلاج.
وركز اليوسف على دور الأسرة في حماية كبار السن، حيث يمكن لأفراد الأسرة القيام بعدة خطوات مهمة من أهمها التعليم والتوجيه حيث يجب على أفراد الأسرة من الأبناء والبنات تعليم كبار السن كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل آمن. ويمكن أن تشمل هذه التعليمات كيفية التعرف على رسائل الاحتيال، وكيفية حماية المعلومات الشخصية.
كما أكد على الدعم العاطفي والنفسي وأهميتهما في تعزيز ثقة كبار السن بأنفسهم، مما يمكنهم من التعامل مع التحديات الرقمية بشكل أفضل.
وبالإضافة إلى دور الأسرة، يلعب المجتمع أيضًا دورًا حيويًا في حماية كبار السن من المخاطر الرقمية من خلال التعاون مع المؤسسات الاجتماعية، وذلك من خلال تقديم برامج توعوية وورش عمل ودورات تدريبية لكبار السن بهدف توعيتهم بمخاطر التكنولوجيا وكيفية الحماية منها.
إن التعاون بين الأسرة والمجتمع هو السبيل الوحيد لتحقيق حماية فعالة لكبار السن من المخاطر الرقمية. يجب أن تكون هناك استراتيجيات مشتركة تشمل جميع الأطراف المعنية، وذلك لضمان توعية شاملة وتوفير بيئة آمنة.
تتطلب حماية كبار السن من المخاطر الرقمية جهودًا متضافرة من الأسرة والمجتمع من خلال التعليم والدعم والشراكة، حيث يمكننا أن نساعدهم على الاستفادة من التكنولوجيا بطريقة آمنة ومأمونة. إن الاستثمار في توعية كبار السن هو استثمار في مستقبلهم، مما يضمن لهم حياة أكثر أمانًا وراحة في عالم رقمي متغير.