بين الزحام

 

بقلم: عبدالعزيز عطية

في عالمٍ يضجّ بالأصوات والوجوه، ثمة لحظة واحدة يمكن أن تُخرس الزحام كله…

لحظة تلتقي فيها عينان، فيغدو الوجود أضيق من نظرة، وأوسع من معنى.

– كيف رأيتني بين الزحام؟

– أيُّ زحام؟ أنا لم أرَ سواكِ…

كانت كضوءٍ يمرّ في العتمة،

وصوتها كان الصمت الذي يُنصت إليه القلب.

لم أبحث عنها، لكنني كنت أعرفها،

كأن الروح تذكّرتْ شيئًا نسيه الجسد منذ زمن.

توقّف كل شيء، حتى الزمن نفسه،

وبقيتُ أنا أراها،

كأنها الحقيقة الوحيدة وسط أوهام العالم.

منذ تلك النظرة، لم أعد أرى الزحام،

بل أرى ملامحها تتكرر في كل وجه،

ونورها يسكن المسافات الخافتة من حياتي.

ربما لم يكن اللقاء صدفة،

بل اختبارًا للروح حين تتعرّى أمام شعورٍ لا تفسير له.

أحيانًا نلتقي أشخاصًا لا ليبقوا،

بل ليكشفوا لنا ما خفيَ في أعماقنا.

أدركتُ أن من نراهم في الزحام

ليسوا دائمًا بشرًا،

أحيانًا يكونون رسائل من القدر،

تنير ما أظلم في داخلنا.

فهل كنتِ أنتِ امرأةً من ضوء؟

أم مرآةً أظهرتْ لي وجهي الحقيقي؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى