تأهل المنتخب السعودي السابع لكأس العالم.. إنجاز يتجدد

بقلم: د / عمرو خالد حافظ
في إنجاز جديد يضاف إلى السجل الذهبي لكرة القدم السعودية، نجح المنتخب السعودي الأول في حجز مقعده للمرة السابعة في تاريخه ضمن نهائيات كأس العالم، ليؤكد مجدداً مكانته كأحد أبرز المنتخبات الآسيوية وأكثرها حضوراً واستقراراً على الصعيدين الفني والتنافسي.
بدأت رحلة الصقور “الأخضر” العالمية عام 1994م في الولايات المتحدة الأمريكية، في مشاركة خالدة لا تزال راسخة في ذاكرة الجماهير، بعدما تمكن المنتخب من بلوغ دور الـ16 في أول ظهور مونديالي له، إثر فوزه التاريخي على بلجيكا بهدف النجم سعيد العويران الذي عُدّ أحد أجمل أهداف كأس العالم عبر العصور.
توالت بعدها المشاركات في نسخ 1998 في فرنسا، 2002 في كوريا واليابان، 2006 في ألمانيا، 2018 في روسيا، و2022 في قطر، وها هو الأخضر يواصل مسيرته المضيئة بتأهله السابع إلى المونديال القادم، ليكتب فصلاً جديداً من التميز والعزيمة.
جاء التأهل السعودي بعد مشوار طويل وصعب في التصفيات الآسيوية، شهد في بداياته بعض التعثرات، قبل أن يستعيد الفريق توازنه بقيادة المدرب هيرفي رينارد الذي عاد لتولي المهمة في لحظة حاسمة.
أظهر رينارد مرونة فنية وشجاعة في اختياراته، إذ أعاد الثقة لمجموعة من اللاعبين الموهوبين رغم قلة مشاركاتهم في الدوري، فتمكن من توظيف قدراتهم بما يخدم الأداء الجماعي ويقود المنتخب إلى الملحق الآسيوي ومنه إلى التأهل المستحق إلى المونديال.
لم يكن هذا الإنجاز ليتحقق لولا الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – عرّاب الرؤية ومُلهم الشباب السعودي – إضافة إلى المتابعة الدؤوبة من سمو وزير الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم.
وقد أسهمت برامج تطوير المواهب والاستثمار في الأكاديميات والبنية التحتية، إلى جانب دوري روشن السعودي الذي أصبح من أقوى الدوريات في آسيا والعالم، في صناعة بيئة تنافسية تُخرج جيلاً مميزاً من اللاعبين القادرين على تمثيل الوطن بأفضل صورة.
يتطلع الصقور الخضر إلى مشاركة مميزة في كأس العالم المقبلة، تتجاوز إنجاز 1994، مدفوعين بجيل واعد يجمع بين الانضباط والخبرة والمهارة.
وتأمل الجماهير السعودية أن ترى منتخبها يقدم أداءً يليق بتاريخ المملكة ومكانتها الرياضية، ويُجدد الفخر الوطني في أضخم محفل كروي عالمي.
إن تأهل المنتخب السعودي السابع إلى كأس العالم ليس مجرد رقم في سجل المشاركات، بل هو تجسيد لمسيرة من العمل والطموح والرؤية، ورسالة فخر وولاء لكل سعودي يرى راية الوطن ترفرف شامخة بين أعلام العالم، معلنة أن الطموح لا يتوقف، والإنجاز مستمر، والله الموفق