جائزة الاستدامة المالية خطوة وطنية نحو تمكين الأثر واستدامة العطاء بالرياض

الرياض – نسرين موسى اليحيى
في ظل التوجّه الوطني لتعزيز كفاءة القطاع غير الربحي من والوقف، برزت جائزة الاستدامة المالية 2025 في الا لمائةعاصمة الرياض كمنصّة وطنية تُكرّم الجهات التي استطاعت تحويل مواردها إلى طاقة مستمرة تُغذّي المجتمع بالعطاء. الحدث الذي احتضنته قاعات فندق هيلتون الرياض – غرناطة لم يكن مجرّد احتفال، بل مساحة فكرية وإنسانية جمعت بين المال والمعنى.
ما هي الجائزة؟
تُعدّ الجائزة إحدى المبادرات النوعية التي أطلقتها الهيئة العامة للأوقاف بالشراكة مع صندوق دعم الجمعيات، بهدف تمكين الجمعيات الخيرية والأوقاف من تبنّي ممارسات مالية مستدامة تضمن استمرار خدماتها وأثرها الاجتماعي.
التركيز لم يكن على حجم التمويل، بل على القدرة على تحويل الموارد إلى استدامة فعلية، وإعادة تعريف العلاقة بين العطاء والمسؤولية.
الأهداف الجوهرية
تهدف الجائزة إلى:
• ترسيخ ثقافة الاستقلال المالي داخل القطاع غير الربحي.
• تحفيز الابتكار في إدارة وتنويع مصادر التمويل.
• رفع مستوى الحوكمة والشفافية في إدارة الموارد.
• إلهام الجهات الصغيرة لتبنّي نماذج مالية قابلة للاستمرار.
الفئات المشاركة
جاءت الجائزة في ثلاثة مسارات رئيسية:
1. مسار الأوقاف: للجهات الوقفية التي أظهرت كفاءة مالية وتشغيلية واضحة.
2. مسار الجمعيات الأهلية: التي طوّرت خطط استدامة مالية حقيقية وانعكس أثرها على المجتمع.
3. مسار الروّاد في الاستدامة: يُمنح للأفراد والجهات التي قدّمت مبادرات ملهمة أو حلولًا مبتكرة في تمويل العمل غير الربحي.
تجربة الإعلامية نسرين اليحيى في حضور الجائزة
في صباحٍ يفيض بالأناقة الفكرية، حضرت الإعلامية نسرين اليحيى – عضوة مجموعة الغد الإعلامية – فعاليات جائزة الاستدامة المالية بالرياض 2025 لتغطية الحدث ونقل روحه إلى الجمهور.
تحدّثت نسرين عن التجربة قائلة:
“لم أشعر أنني في حفل جوائز، بل في ملتقى وطني يحتفي بالعقول التي جعلت من المال وسيلة للأثر لا للربح. كان الحضور ثريًا بالمعاني، والقصص خلف كل جهة مشاركة تستحق أن تُروى.”
في تقريرها ، ركّزت نسرين على الجانب الإنساني للجائزة، مؤكدة أن:
“الاستدامة لا تبدأ بالأموال بل بالرؤية، فحين تمتلك الجهة هدفًا واضحًا تستطيع أن تخلق مواردها بطرق خلاقة.”
حضورها لم يكن تغطية إعلامية فحسب، بل تجربة إلهامية أثارت اهتمام المتابعين حول مفهوم “التمويل الواعي”، وربط التنمية المالية بالمسؤولية الاجتماعية. فشكّل لمسة إنسانية جعلت الحدث أكثر دفئًا، وأقرب إلى نبض الناس الذين يعمل هؤلاء المكرّمون من أجلهم.
هكذا تتحوّل الجائزة من مناسبة رسمية إلى الجميع بأن العطاء الذ ، أبرزت روح التعاون والتكامل التي جمعت الجهات المشاركة تحت شعار: «استدامة الأثر – تنويع الموارد».
دلالات الحفل وأهميته
ما ميّز هذه النسخة من الجائزة هو المزج بين الخطاب الاقتصادي والبعد الإنساني؛ إذ لم يكن الحديث عن الأرقام، بل عن القصص التي تقف خلفها.
الجائزة أبرزت أن الاستدامة ليست مجرّد بقاء، بل استمرار الأثر وتناميه.
كما فتحت الباب أمام تعاون أوسع بين القطاعين الحكومي والخاص والجهات الأهلية لبناء بيئة مالية ناضجة، شفافة، ومُلهمة.
نظرة مستقبلية
من المتوقّع أن تُسهم نتائج الجائزة في رفع كفاءة العمل غير الربحي في المملكة، وتطوير أطر جديدة لقياس الأثر المالي والاجتماعي.
كما ينتظر أن يتم تبنّي التجارب الفائزة كنماذج وطنية يمكن نقلها وتوسيعها، في حين تبقى الجائزة نفسها مساحة متجددة لتبادل الخبرات وإبراز الدور الحقيقي للتمويل المستدام في تحقيق رؤية 2030.
تُثبت جائزة الاستدامة المالية لعام 2025 أن القيمة ليست فيما نملكه بل فيما نستثمره لخدمة الآخرين.