خليجنا واحد… ودرع حصين ضد كل سوء

عبدالعزيز عطيه العنزي
إنها كلمات تختصر أمنية كل مواطن خليجي، وتجسد عمق الروابط التي تجمع شعوب هذه المنطقة: “خليجنا واحد… اللهم من أراد بنا سوء فاشغله في نفسه ورد كيده في نحره يا رب”. هذه الدعوات الصادقة ليست مجرد تمنيات، بل هي انعكاس لإدراك عميق لوحدة المصير، وتأكيد على قوة التكاتف في وجه التحديات.
لطالما كان “الخليج” أكثر من مجرد مساحة جغرافية؛ إنه كيان مترابط ثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، تسكنه شعوب تربطها أواصر القربى والتاريخ المشترك. منذ فجر التاريخ، تشاركت هذه المنطقة أفراحها وأتراحها، وواجهت بصبر وحكمة عواصف التغيرات. واليوم، في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتفاقم فيه المخاطر، يظل تماسك البيت الخليجي هو الضمانة الأساسية لأمنه واستقراره.
إن القوى الخفية والظاهرة التي تسعى إلى زرع الفتنة وتشويه الصورة، لا تدرك أن وحدة الخليج ليست مجرد شعار، بل هي حقيقة راسخة في عقول وقلوب أبنائه. لقد أثبتت الأيام أن محاولات النيل من أمن هذه المنطقة لم تزدها إلا قوة وتماسكًا، وأن كل كيد يُدبر، يرتد على صاحبه بفضل الله ثم بفضل حكمة قياداتها وتكاتف شعوبها.
لا شك أن منطقة الخليج العربي تتمتع بموقع استراتيجي وثروات طبيعية هائلة، مما يجعلها مطمعًا لأطماع البعض. ولكن في مقابل هذه الأطماع، يقف حصن منيع من العزيمة والإصرار على صون المكتسبات وحماية الأوطان. فكل محاولة للنيل من أي دولة خليجية هي محاولة للنيل من الكل، وكل تهديد لأمنها هو تهديد لوحدتها وتماسكها.
إن الدعاء المستمر بأن يكفي الله المنطقة شر الأشرار وكيد الفجار، ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو تعبير عن إيمان عميق بقوة الله، وعن ثقة لا تتزعزع بأن الحق سينتصر وأن الأوطان ستظل مصانة. هذا الدعاء يرافقه عمل دؤوب وجهد متواصل للحفاظ على الأمن وتطوير القدرات الدفاعية، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي بما يخدم مصالح شعوب المنطقة.
وفي خضم هذه التحديات، تظل الرؤية واضحة: خليجنا واحد، ومستقبله مرهون بوحدتنا وتكاتفنا. فلنكن دائمًا على قدر المسؤولية، متمسكين بقيمنا الأصيلة، موحدين صفوفنا، داعين الله دائمًا وأبدًا أن يحفظ هذه الأوطان، وأن يرد كيد كل من أراد بها سوءًا في نحره، وأن يجعل كيده في تدميره. اللهم آمين.