خواطر عثمانية: لأن الخير لا يضيع (الجزء الثاني)

 

بقلم: د. عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

المقدمة:

الخير لا يموت، وإن خفي أثره عن أعين الناس.

ما يُبذل لوجه الله، لا يضيع، ولو تأخر، ولو جُحد.

هذه الخواطر امتداد لنبضٍ صادق، وروحٍ تؤمن بأن العطاء سرّ البركة، وأن ما عند الله خيرٌ وأبقى.

 

٣٦- كل خطوة مشيتها نحو الخير… كل كلمة طيبة قلتها… كل دمعة مسحتها… محفوظة في كتاب ربك… وستُرد إليك… أجمل مما ظننت.

٣٧- حين يختفي الأثر… لا تيأس… الله سبحانه… يدّخر لك الأفضل… في وقت تكون فيه بأشد الحاجة… ثِق… أن الخير لن يضيع.

٣٨- لا تستهِن بأي معروف… أحيانًا كلمة عابرة… أو ابتسامة صادقة… تغيّر حياة إنسان… وتعود لك… دعوة في ظهر الغيب… تمحو عنك أقدارًا صعبة.

٣٩- افعل الخير… من أجل الله… لا من أجل الناس… فالبشر يتبدّلون… أما الله تعالى… لا ينسى… لا يُخطئ… لا يُضيع أجرًا.

٤٠- ستأتيك الأيام… التي تفهم فيها… أن كل لحظة خير عشتها… وكل جميل قدمته… كان سببًا في نجاتك… من أمور… لم تعلم عنها شيئًا… لكن الله كان يعلم.

٤١- كلما قدّمت خيرًا… أودعه الله عز وجل… في خزائن رحمته… هناك حيث لا يضيع شيء… ولا يُهمل إحسان.

٤٢- الخير الذي تفعله اليوم… قد يكون هو الدعاء… الذي سيرفع عنك بلاء الغد… أو يكون هو الباب… الذي سيفتح لك فرجًا… لم تحسب له حسابًا.

٤٣- جميل أن تترك أثرًا لا يُمحى… ابتسامة في وجه مهموم… نصيحة صادقة… دعاء صامت… فالأثر الطيب… حياة ثانية… لا تراها… لكنها تعود إليك… حتمًا.

٤٤- الله سبحانه… يرى النوايا… يعلم ما في القلوب… فلا تقلق… إن خفي عن الناس إحسانك… المهم… أن يكون ظاهرًا عند ربك.

٤٥- لا تنتظر المقابل… أعطِ… وساعد… وامضِ… فالله أعلم منك… بما تستحق… وأكرم منك… فيما يعطي.

٤٦- ربّ دعوة خير… قلتها لإنسان في ظهر الغيب… كانت سببًا… في أن تُفتح لك أبواب السماء… وتُكتب لك بها… حسنات لا تنفد.

٤٧- عطاء القلوب الصافية… لا يعرف التوقيت… لا الحسابات… هو عطاءٌ مستمر… لأنهم يعلمون يقينًا… أن الله رب العالمين لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

٤٨- سيأتي يوم… تتذكر فيه… كل لحظة خير… وتشكر الله… أن هداك لفعله… وستدرك حينها… أن كل شيء… كان محسوبًا… ومقدّرًا… لحكمة… يعلمها ربك وحده.

٤٩- ما زرعت من خير… سيعود إليك… ولو بعد حين… يكفي أن تثق بالله… فهو الكريم… لا ينسى… لا يُضيع أجر من أحسن عملًا.

٥٠- القلوب التي اعتادت العطاء… تعرف أن الأثر… لا يُرى بالعين دائمًا… لكنه محفوظ… في اللوح المحفوظ… ينتظر أمر رب العالمين.

٥١- أحيانًا… يُخفي الله عنك أثر عطائك… فقط… ليُباغتك بالفرح ذات يوم… فتدرك… أن الله سبحانه وتعالى… لا ينسى من أحسن.

٥٢- اجعل نيتك في كل خير… خالصة لله وحده… ودع المقابل… بيد ربك… فما تقدمه اليوم… ستجده غدًا… بأجمل مما ظننت.

٥٣- قد يأتيك الفرج… على هيئة إنسان… لم تعرفه من قبل… لكنه يحمل لك أثر دعوة صادقة… أو إحسان قديم… أودعته عند الله.

٥٤- كل ألم تحمّلته من أجل إسعاد الآخرين… له موعد مع التعويض… والله تعالى … لا يخذل قلوب المحسنين.

٥٥- الخير… لا يحتاج إلى جمهور… لا إلى تصفيق… يكفي… أن يكون شاهدك فيه… رب العالمين.

٥٦- ما دمت على طريق العطاء… فابشر… هناك أبواب خير… تنتظرك… ومفاجآت جميلة… يدبرها الله لك… من حيث لا تحتسب.

٥٧- لا تحسب أن مشاعر الامتنان… يجب أن تأتي دائمًا من البشر… أحيانًا… تكون مكافأتك الكبرى… دعوة من السماء… أو فرجًا من حيث لا تدري.

٥٨- ازرع الخير… ولو في أرض قاحلة… فما عند الله… لا يضيع… وستتفاجأ يومًا… بأزهارٍ نبتت في قلبك… من حيث لا تدري.

٥٩- الحياة… قد تبخل عليك بالعائد الفوري… لكنها… لا تستطيع أن تمنع رزق السماء… حين يقرر ربك… أن يُدهشك بفيض عطائه.

٦٠- الخير الذي تقدمه… سيظل يدور في الكون… حتى يعود إليك… على هيئة رضا… أو فرح… أو ستر… أو دعوة لا تُرد.

٦١- كل معروف أديته… كل يد ممدودة بالخير… كل قلب طيب احتويته… له موعد مع الأثر… مهما طال الانتظار.

٦٢- افعل الخير… وامضِ… لا تنظر خلفك… لا تحسب الخطوات… فالله… خير من يُحصي… وخير من يجازي.

٦٣- حين تعطي من قلبك… لن تعود خالي الوفاض… الله سيملأ حياتك… بركات خفية… ورضا يتسلل إلى قلبك… في لحظات وحدتك.

٦٤- كل مرة تصنع فيها الخير… أنت ترسل رسالة للسماء: “يارب، أنا أفعل ما علي”… والباقي… أتركه بين يديك الكريمتين.

٦٥- كلما فعلت خيرًا… أضفت لرصيدك في السماء… رصيد لا ينقص… لا يضيع… ينتظرك في لحظة… تكون فيها بأمسّ الحاجة إليه.

٦٦- لا تيأس من أثر إحسانك… حتى لو مرت الأيام بلا مقابل ظاهر… الله سبحانه… يخفي لك الأجمل… في وقت… هو أعلم بموعده.

٦٧- قد يكون جزاء خيرك… سلامًا في صدرك… طمأنينة في قلبك… فرجًا من كرب… لم تعلم أنك كنت على وشك الوقوع فيه.

٦٨- لا تندم على معروف قدمته… لا على وقت بذلته… لا على قلب أسعدته… فما عند الله تعالى… أعظم بكثير… مما كنت تنتظر.

٦٩- هناك أقدار جميلة… كتبها الله تعالى لك… فقط لأنك أحسنت… دون أن تدري… ولأنك زرعت خيرًا… دون أن تنتظر المقابل.

٧٠- افعل الخير… ولو كنت متعبًا… ولو كنت مثقلًا… رب العالمين… يرى ضعفك… يعلم نيتك… يعطيك… فوق ما تتمنى… في الدنيا… وفي الآخرة.

الخاتمة:

الخير لا يضيع، لأنه لا يُبذل عبثًا، ولا يُنسى عند الله تعالى.

ما يُقدَّم بنيّةٍ صادقة، ولو خفي عن أعين الناس، فإن الله جلّ في علاه يراه، ويحفظه، ويرده في وقته، بأجمل مما نتوقع.

هذه الخواطر، لم تكن حروفًا عابرة، بل نبضات يقين بأن كل معروفٍ كبيرًا كان أو صغيرًا، يُكتب في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة.

وأن من عاش بقلبٍ محسن، وسعى بخطى نقيّة، فلن يُخيّب الله تعالى ظنه، ولن يُفلت أجره.

اللهم اجعل هذه الكلمات شاهدًا لنا لا علينا، وانفع بها القلوب، وازرع بها نورًا في دروب من أنهكتهم قسوة الحياة، وامنحنا بها حسن القبول عندك يا أكرم الأكرمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com