رواد التعليم.. ذاكرة الوطن وضميره النابض

بقلم الدكتور رشيد بن عبدالعزيز الحمد
– في أمسية الوفاء والعرفان، أقامت الهيئة العالمية لتبادل المعرفة مساء السبت الخامس والعشرين من أكتوبر 2025م احتفالاً مهيبًا لتكريم رواد التربية والتعليم من الزمن الجميل في مكة المكرمة، أولئك الذين وهبوا أعمارهم للعلم والتربية وأسهموا في بناء الإنسان والوطن لأكثر من ربع قرن.
في قاعة الشيخ يوسف الأحمدي، وبين وجوهٍ حملت ملامح البذل والعطاء، تجلّى مشهد الوفاء حين اعتلت أسماء تربويين صنعوا الأثر، وتركوا في ذاكرة الأجيال بصماتٍ لا تُمحى. لم يكن هذا التكريم مجرد شهاداتٍ وهدايا، بل رسالة حب واعتراف بجميل أولئك الذين علمونا كيف تُكتب الحروف، وكيف تُبنى النفوس قبل الدروس.
الدكتور عبدالحميد الرميثي، الرئيس التنفيذي للهيئة، عبّر بكلماتٍ مؤثرة حين قال:
“لقد منح المكرمون التربيةَ حبهم، وأعطوا للوطن ولاءهم، واليوم نعبّر عن حبنا وتقديرنا لهم.”
كلماتٌ حملت في طياتها إجلالًا لجيلٍ صنع الفرق، وجسّد معنى الإخلاص في زمنٍ كان فيه التعليم رسالة قبل أن يكون مهنة.
وشهد الحفل حضور عدد من الشخصيات الاجتماعية وأصحاب الفضيلة والمشايخ، وتنوّع البرنامج بين كلماتٍ مؤثرة وعروضٍ مرئية واستعراضٍ لسير الرواد، قبل أن يُختتم بتكريم أكثر من 130 مكرمًا من مكة المكرمة والرياض في أجواءٍ غامرةٍ بالفخر والامتنان.
ذلك المساء لم يكن مجرد احتفال، بل وقفة وطنية تربوية لتوثيق الوفاء لأجيالٍ حملت على عاتقها نهضة التعليم، وأسهمت في بناء الإنسان السعودي الذي نفخر به اليوم.
تحية حب وتقدير لكل معلمٍ ومعلمةٍ من الزمن الجميل..
أنتم من وضعتم اللبنات الأولى لمجد هذا الوطن.




