صفقات معلّقة، معسكرات بلا رؤية، وأندية بلا قيادات… و صيف رمادي

 

بقلم: د. عمرو خالد حافظ

مع انطلاق النصف الثاني من يوليو 2025، تعيش الكرة السعودية حالة غير معتادة من الترقب والجمود.

فبينما تستعد معظم الدوريات العالمية لانطلاقة مواسمها الجديدة بوضوح وتنظيم، تمر الأندية السعودية بمرحلة رمادية، يغيب عنها الحسم وتفتقر للرؤية.

سوق الانتقالات: عقود “مؤجلة” على الطاولة:

عُرف عن الانتقالات الصيفية في السعودية سخونتها وحركتها المتسارعة، خصوصًا من الأندية الكبيرة، إلا أن صيف هذا العام يبدو مختلفًا.

الصفقات الكبرى ما زالت حبيسة عناوين الصحف ومصادر “مقرّبة”، فيما تغيب الإعلانات الرسمية، والمؤتمرات الصحفية، وتقديم اللاعبين.

السبب؟ إدارات غائبة، ورؤساء أندية لم يُعيّنوا بعد، ما جعل الكثير من التفاوضات تتعطل، وتبقى الخطط الفنية “مجمّدة” في انتظار من يوقّع.

معسكرات بلا ملامح… وخطط غائبة:

رغم أن بعض الأندية انطلقت فعليًا في معسكرات خارجية، إلا أن ما يدور داخل تلك المعسكرات يثير القلق.

جداول المباريات الودية غائبة، القوائم غير معلنة، وبعض المعسكرات تحوّلت لتمارين لياقية فقط دون خطة فنية واضحة، ما يطرح تساؤلات مشروعة: هل هذه استعدادات فعلية؟ أم مجرد نشاط صيفي بلا بوصلة؟

أزمة الرئاسة: مقاعد شاغرة… وقرارات مؤجلة:

من أخطر الظواهر هذا الصيف، غياب الرؤساء الرسميين في عدد ليس بالقليل من الأندية، بما في ذلك أندية من دوري روشن.

إدارات مؤقتة، صلاحيات محدودة، ولجان غير قادرة على اتخاذ قرارات استراتيجية مثل التعاقد مع مدربين، توقيع صفقات، أو جذب رعاة.

هذا الفراغ القيادي انعكس على الصورة العامة: لا مؤتمرات، لا تصريحات، ولا تواصل مباشر مع الجماهير.

الجماهير تنتظر… والإجابة غائبة:

في هذا المشهد الضبابي، تبقى الجماهير في حالة ترقّب مشوب بالقلق.

الإشاعات تطغى على الأخبار الرسمية، والتساؤلات تتزايد على منصات التواصل الاجتماعية : متى يتم الحسم؟ ولماذا الصمت؟

اتمني من الأندية تحديد توقيقات واضحة لحسم الملفات الإدارية العالقة

و بين الجمود والطموح… القرار لا يحتمل التأجيل : الكرة السعودية وصلت في السنوات الأخيرة إلى مرحلة من العالمية والاحترافية، جذبت الأنظار ورفعت سقف التوقعات.

لكن الحفاظ على هذا النجاح لا يكون بالأمنيات، بل بالعمل والوضوح والحسم.

الموسم الجديد يطرق الأبواب، والوقت لا ينتظر أحدا.

فإما أن نبدأ بقوة على أسس إدارية وفنية متينة، أو نُضيّع مكاسب سنوات في صيف من الفوضى والتأجيل.

المطلوب اليوم ليس فقط “عودة الرؤساء”، بل عودة الرؤية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com