عامنا الهجري الجديد

هاشم بن علي الكاف

أقبل علينا عامنا الهجري بخير
يسوقنا للذكر والطاعة سِياقْ

يا مرحبا به والحنايا له عبير
في ليلنا فجرٍ من الإيمان فاقْ

من هجرة الهادي بدينا المسير
صارت دروب العز من نوره براقْ

خلّى الديار وكل ما فيها كثير
وأعطى الرسالة عمره بكل اشتياقْ

علّم قلوب الناس معنى المستنير
وعزّ الأوائل ما يساويه الميثاقْ

ما هاب عتمات الليالي والهجير
يمشي على درب الهداية والرفاقْ

بكّت قريش بعزمه الصلب الكبير
وصبره على جور العدى خير الوثاقْ

لين استقر بدار يثرب بخير
نور النبوّة شع من بعد الفراقْ

وبدا زمانٍ بالهدى صار المصير
وارتاح قلب الأرض من جور الشقاقْ

في غار ثورٍ والوفا صارت عبير
صاحبه صدق النيّه ويمّه الوثاقْ

قال: لا تحزن، ما علينا من كبير
الله معنا، واهتدى درب النطاقْ

ومشى بخطوه واليقين أعظم نصير
وبصدره الإيمان ما يخشى النفاقْ

خطى الهداية ما يضيع ولا يصير
دربٍ غشاه الله من فوق الطباقْ

ترك القصور وكل زيفٍ مستدير
واختار يبني بيت دينٍ واتّـساقْ

نشر الرسالة بالهدى والبشر والنذير
وسقى قلوب الناس من زمزم مذاقْ

واليوم نهتدي بنوره في المسير
من هجرةٍ صارت لنا أغلى رياقْ

عامٍ جديد وكلنا قلبٍ بصير
يرجـو رضا ربٍ عطوفٍ ما يُراقْ

نسألْك يا رب السما سترٍ وفير
وأمنٍ يدوم وبريق الدين خفاقْ

نحمدك إنك حافظ الدار الكبير
وإنك لراعيها سند وقت المِضاقْ

صلّوا على المختار من نُورٍ منير
شفيعنا يوم الوَرَى بين افتراقْ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com