عفاف اليامي.. أكاديمية الحرف ومرافئ الإلهام

بقلم:عبدالعزيز عطيه العنزي

منذ نعومة أظفارها، حملت عفاف اليامي شغفًا فطريًا بالكلمة، فكانت القراءة والكتابة نافذتها الأولى نحو العالم، وبوابةً تنفست منها أحلامها رغم ما واجهته من ظروفٍ حاولت أن تُبعدها عن مقاعد الدراسة. لكنها آمنت أن الإرادة لا تعرف المستحيل، فواصلت مسيرتها التعليمية حتى أكملت دراستها الجامعية، لتنتقل بعدها إلى ميدان التعليم، لا كطالبةٍ هذه المرة، بل كعضو فاعل في بناء الأجيال، تميزت بين صوت الجرس وأساور الحرف.

بدأت عفاف رحلتها مع الكتابة بخطواتٍ صادقة، بين سطور الورق وملاحظات الهاتف، تسطر ما يجول في خاطرها من تأملاتٍ وأفكارٍ إنسانية راقية. ومع مرور الوقت، تحوّل الشغف إلى رسالة، والحلم إلى واقع، لتصبح اليوم ملهمةً ومرجعًا أدبيًا لمن يسيرون في درب الحرف.

جاء كتابها “مرافئ حروف” تتويجًا لهذه الرحلة؛ عنوانًا يعبّر عن شخصيتها الهادئة المتأملة، وعن حبها للبحر الذي تجلس أمامه وحيدة، تقتنص أفكارها كما تُقتنص اللآلئ من أعماق الموج. ومن تلك المرافئ ولدت حروفٌ ناعمة الملمس، عميقة المعنى، تُشبه صاحبتها في رُقيها وصدقها.

تقول عفاف اليامي عن نفسها: «إنني أكاديمية في كل شيء»، وهي بالفعل كذلك — في فكرها، في أسلوبها، وفي نظرتها العميقة للحياة. جمعت بين العقل والعاطفة، بين العلم والإبداع، لتجعل من تجربتها نموذجًا يُحتذى به لكل امرأة آمنت أن الحرف طريقٌ إلى المجد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com