غامض الذكريات

بقلم : احمد خلف الشمري

كنا بمراحل الابتدائي يوجه لنا سؤال ماذا بعد أن تتخرج ماهي مهنتك المستقبلية؟
‏الأول يقول (طيار)
‏الثاني يقول (طبيب)
‏وغيرها من أجوبة.

كنت أنا الوحيد الصادق فيهم لما رددتُ على المعلم (اللي كاتبه الله يبي يصير) كبرت وتهت في سفينة الحياة ، فقدت الكبير والصغير من الحياة رحمهم الله.

‏كبرت ولم ألتفت إلى ماذا يحدث؟
‏سنين مرت بحلاها ومرها، كنت أحب النفود وهي تسري ولم تلتفت ، وكنت أحب المغامرات ، ‏ولم أكن أعرف شيئا
‏أصبح العمر يسري بلا جدوى والراحمون يرحمهم الله.
‏ولكن فقدنا عامود البيت وتزحزحت الجدران بكل طبعة من ذكريات !
‏الذكريات لا تقيم فينا بل هي تغلّف حياتنا؛ إنّها كلّ ما حولنا من أشياء نحيط أنفسنا بها، ما نلمسه، ما نلبسه، ما نحتفظ به، ما لا ينفع لشيء ونرفض أن نلقي به. إنّها فخّنا.
‏قال أبو العتاهية:
‏بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عَيني
‏ فَلَم يُغنِ البُكاءُ وَلا النَحيبُ
‏لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً
‏فَأُخبِرُهُ بِما صَنَعَ المَشيبُ
‏انتهى….؛

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com