في أسبوعه العالمي .. كيف تتجنب فخ “التوتر” ؟ د.قانديه يجيب

غيداء موسى – جدة

أكد استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه ، أن الأسبوع العالمي للتوتر الذي يصادف الأسبوع الأول من نوفمبر يعتبر مناسبة سنوية تهدف إلى رفع مستوى الوعي الصحي والنفسي حول أحد أكثر الاضطرابات انتشارا في العالم المعاصر، مبينا أن هذا الأسبوع يمثل فرصة للتأمل في نمط الحياة الذي نعيشه اليوم وما يرافقه من ضغوط نفسية ومهنية واجتماعية تؤثر بشكل مباشر على جودة حياة الإنسان وصحته النفسية والجسدية.
وأشار إلى أن التوتر هو استجابة طبيعية يصدرها الجسم والعقل عند مواجهة التحديات أو المواقف الصعبة، إلا أن تحوّله إلى حالة مزمنة يعد مشكلة حقيقية تؤثر على صحة القلب والمناعة والتركيز والسلوك العام ، إذ إن العالم يعيش اليوم في وتيرة متسارعة من الأحداث والمتغيرات، جعلت التوتر رفيقا دائما للإنسان إذا لم يحسن التعامل معه بوعي واتزان.
وأوضح أن أكثر مصادر التوتر في وقتنا الحاضر تتمثل في الضغوط المهنية المستمرة، وصعوبات التوازن بين متطلبات العمل والحياة الأسرية، إلى جانب الاستخدام المفرط للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي خلقت بيئة مقارنة اجتماعية سلبية، بجانب مختلف التحديات التي تضيف عبئا نفسيا على كثير من الأفراد.
وبيّن د.قانديه أن تحقيق التوازن في الحياة يتطلب وعيا ذاتيا وتنظيما دقيقا للأولويات، فالإنسان يمكنه الحد من التوتر عبر تخصيص وقت للراحة وساعات النوم الصحية ، وممارسة النشاط البدني المنتظم، والابتعاد عن المصادر السلبية، وتنمية الجانب الروحي والتأمل الذهني ، بالإضافة إلى التواصل الاجتماعي الإيجابي الذي يمد الفرد بالدعم النفسي، ويقلل من الشعور بالعزلة والضغط.
وختم د.قانديه تصريحه بالتأكيد على أن الوقاية من التوتر تبدأ من الوعي، موجهاً عدة نصائح لأفراد المجتمع لتجنب آثاره السلبية، أبرزها الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام لتحفيز إفراز هرمونات السعادة ، تجنب العزلة والانخراط في نشاطات اجتماعية إيجابية ، الابتعاد عن المقارنات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، تحديد أهداف واقعية والابتعاد عن المثالية المرهقة ، الاهتمام بساعات النوم الصحية وجودته والتغذية السليمة ، مؤكدا أن فهم الإنسان لذاته، وإدراكه لمصادر قلقه، وتقبله لمشاعره، هي مفاتيح أساسية لتحقيق الصحة النفسية المستدامة، كما أن بناء المرونة النفسية يبدأ من التصالح مع النفس والتفكير الواقعي بعيدًا عن المثالية المرهقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى