“في يومه العالمي.. تحية وفاء للمعلم

الدكتور :رشيد بن عبدالعزيز الحمد
في كل عام، وتحديداً في الخامس من أكتوبر، يقف العالم احتراماً وإجلالاً للمعلم في يومه العالمي، ذلك الإنسان الذي حمل على عاتقه أعظم رسالة وأثقل أمانة، فكان نبراساً يضيء العقول، ويزرع القيم، ويصنع للأجيال مستقبلاً مشرقاً.
كثيراً ما نفتش في دفاتر ذكرياتنا، فنجد أن أجمل ما يمر بخاطرنا يرتبط بسنوات الدراسة ومقاعد التعليم، تلك اللحظات التي ظلت محفورة في وجداننا مهما امتد بنا العمر. والسر في ذلك أنّ للمعلم بصمةً لا تزول، فهو بطل الذكريات، وغارس الأثر في النفوس والعقول، وهو الذي يترك فينا معنىً لا ينسى مهما تعاقبت الأيام.
المعلم ليس مجرد ناقلٍ للمعلومة، بل هو مُربي الأجيال، ومهندس الفكر، وصانع الإنسان. يكفيه شرفاً أن دعوات طلابه لا تنقطع، وذكراهم له لا تزول، فهو حاضر في كل إنجاز نحققه، وفي كل طريق نخطوه. ومهما قيل في فضله، فلن نوفيه حقه، فهو الذي يقف شامخاً أمام التحديات، مستعيناً بالله على حمل الأمانة العظيمة، صابراً محتسباً، محتضناً أبناءه الطلاب بحب، وغارساً فيهم قيماً لا تمحوها السنون.
وفي يومه العالمي، نرفع التحية لكل معلمٍ كريم، ولجميع المربين الأفاضل الذين أخلصوا لوظيفتهم وأدوا رسالتهم بإتقان. نقول لهم: أنتم أصحاب الأثر، وأنتم الباقون في قلوبنا حتى وإن رحلتم، وأنتم الحاضرون في حياتنا وإن غبتم.
فيا معلم الأجيال، شكراً لك من الأعماق.. شكراً على صبرك وعطائك، على علمك وغرسك، على جهدك ووفائك. أنت قدوة الأجيال، ورسول النور، وصانع الذكرى الجميلة التي لا تزول.