مائة عام على الطبعة: دروس البقاء والصمود للأجيال الجديدة
من الذاكرة الشعبية إلى وعي الجيل المعاصر

عبدالعزيز عطيه العنزي
> “سنة الطبعة لم تكن جرحًا عابرًا، بل شاهدًا على قيمة النعم التي نعيشها اليوم”
في وطننا اليوم، نحيا في ظل نعمة عظيمة من الأمن والأمان والاستقرار الصحي. مستشفيات متقدمة، لقاحات، رعاية طبية شاملة، ووعي صحي يحيط بالمجتمع من كل جانب. قد لا يشعر الجيل الجديد بقيمة هذه النعم إلا حين يستمع إلى قصص الأجداد الذين عاشوا في زمن لم يكن فيه دواء ولا طبيب، سوى الصبر والدعاء.
ومن بين تلك الذكريات التي بقيت محفورة في الوجدان، تبرز “سنة الطبعة” عام 1348هـ / 1929م، حين اجتاح وباء الجدري الجزيرة العربية، تاركًا وراءه وجعًا لا يُنسى وخسائر بشرية فادحة.
كانت سنة الألم، لكنها أيضًا كانت سنة الصمود. فقد واجه الناس الموت بقلوب مؤمنة، وحافظوا على ما تبقى من الحياة رغم قسوة الظروف. واليوم، بعد مرور قرن كامل، تبقى تلك الحكاية درسًا خالدًا في قيمة الصحة، وضرورة الوعي، وشكر نعمة الوطن الذي وفر لأبنائه ما لم يكن متاحًا لأجدادهم.
رسالة إلى الجيل الجديد
يا أبناء هذا الجيل، أنتم تعيشون ما كان الأجداد يحلمون به:
وطن آمن، يحفظ أرواحكم.
منظومة صحية متقدمة تحميكم من الأوبئة.
فرص حياة كريمة لم يعرفوها في زمنهم.
إن ذكرى “سنة الطبعة” ليست حكاية ماضٍ فقط، بل تنبيه دائم لشكر الله على النعم، والحرص على صحتكم، والمحافظة على وطنكم الذي جعلكم تعيشون في أمان بعد مائة عام على الألم.