منتخبنا.. فرحة وطن ومستقبل طموح

د. رشيد بن عبدالعزيز الحمد
حين يرفع لاعبو منتخبنا راية الوطن في المحافل العالمية، لا يكون التأهل مجرد إنجاز رياضي؛ بل لحظة وعي واعتزاز تختصر رحلة طويلة من العمل والإصرار، وتمثل امتدادًا طبيعيًا لحلم وطن يصنع المجد في كل ميدان.
لقد جاء تأهل منتخبنا الوطني إلى كأس العالم 2026 في أمريكا وكندا والمكسيك امتدادًا لمسيرة تميز وريادة، ونتاجًا لعمل مؤسسي يليق باسم المملكة ومكانتها. وهو قبل ذلك ثمرة رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – ودعم سخي واهتمام مباشر من سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله – الذي جعل من الرياضة أحد مسارات رؤية المملكة 2030، إيمانًا منه بدورها في بناء الإنسان وصناعة الفخر الوطني.
لقد غمرتنا السعادة بهذا التأهل، وفرحت شخصيًا لأنني أرى ثمرة رؤية ولي العهد تتجلى واقعًا ملموسًا، ونتاجًا لجهوده المبكرة في تمكين الشباب، وتطوير البنية التحتية الرياضية، وصناعة بيئة تنافسية عالمية. فهو القائد الذي آمن بالقدرات السعودية ومنحها الثقة والدعم حتى وصلت إلى العالمية.
ولا يمكن في هذا السياق إغفال الدور الكبير والمثمر الذي يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الذي قاد منظومة التطوير الرياضي بخطط استراتيجية طموحة وبرامج نوعية، انعكست نتائجها على أداء المنتخبات والأندية وعلى حيوية المشهد الرياضي السعودي بأكمله.
كما نُثني على الجهود المتواصلة التي يبذلها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ ياسر المسحل، الذي عمل مع فريقه الإداري والفني على تهيئة أفضل بيئة للمنتخب الوطني، بما يضمن الاستقرار الإداري والفني ويعزز روح الانسجام والعطاء بين اللاعبين والأجهزة كافة.
كرة القدم في بلادنا لم تعد مجرد لعبة، بل أصبحت رمز وحدةٍ وسعادةٍ جماعية يتقاطع فيها الفخر بالعطاء والإنجاز. فكل فوز ينعكس بهجةً في البيوت والميادين، ويُعيد إلى الأذهان تاريخًا من البطولات والروح الوطنية التي سكنت قلوب الجماهير منذ عقود.
واليوم، يقدم منتخبنا صورة مشرقة عن الرياضي السعودي الواعي، الذي يجمع بين الانضباط والاحتراف والولاء للوطن. فالعمل المنظم من وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم، والتكامل بين الإدارات الفنية والبرامج التطويرية، أسهما في صناعة منتخب متوازن يعرف كيف يفرح وطنه ويشرّف رايته.
ومع هذا التأهل التاريخي، تتأكد أهمية الاستمرار في دعم المواهب، وتعزيز الفكر الفني، وتوسيع قاعدة التطوير لتبقى منتخباتنا في قلب المنافسة العالمية. فالمستقبل لا يصنعه الفوز وحده، بل تصنعه الاستدامة والتخطيط والرؤية.
نعم، منتخبنا من مصادر سعادتنا، ومن رموز وحدتنا الوطنية، يجمعنا تحت راية واحدة وهتاف واحد:
*«هيّا يا أخضر»* 🇸🇦
وما أجمل أن تكون الرياضة مرآة للوطن..
تُظهر وجهه المشرق، وتُجسّد طموحه الذي لا يعرف المستحيل.