نبرة صوتها توقظ النائم

بقلم:عبدالعزيز عطيه العنزي
في نبرة صوتها، توقظ النائم. ليس ذاك المستغرق في فراشه، بل ذاك الذي يرقد في كهوف الروح، تحت طبقات من النسيان والعناء. صوتها ليس مجرد رنين يمرّ بالأذن؛ إنه ريح عذبة تهبّ على حدائق الوعي، فتُحيي زهورها الذابلة.
تنساب كلماتها كشلال من ضوء، تُضيء الزوايا المعتمة في القلب. تُعيد تشكيل الملامح الباهتة للأحلام المنسية، وتُبعث فيها روحًا جديدة. كأن كل حرف يحمل معه مفتاحًا لبابٍ كان موصدًا، فيُفتح، وتتدفق منه أمواج من السكينة والشوق.
إنها نبرة تُلامس شيئًا عميقًا جدًا، شيئًا أبعد من مجرد السمع. تشعر بها كأنها تُوقظ فيك حنينًا قديمًا، أو تُعيد إليك جزءًا من ذاتك كنت تظن أنه فُقد. في صوتها، قوة ناعمة، قوة تجعلك تستيقظ، لا لترى العالم من حولك، بل لترى العالم الذي يسكن في داخلك.