“هيهات هيهات… ابتسامةٌ لغيري”

عبدالعزيز عطيه العنزي
يا لوعة القلب، ومرارة الكأس، وحجم الألم.
حينما تذرف عيناي الدمع، وتتكسر الروح بين الأضلاع،
وأنتِ هناك، في عالمٍ آخر، ترسمين ابتسامةً لغيري.
هيهات هيهات…
هذه الابتسامة التي كنتُ أحسبها ملكي،
نقشتها على وجهكِ بلهفة الحب، ورسمتها بمداد الشوق.
تُهدى الآن لعينين لا تعرفان حجم انتظاري،
لأذنٍ لا تسمع أنين قلبي، لروحٍ لم تعرف جنون عشقي.
هيهات هيهات…
كيف لي أن أجمع شتات نفسي،
ورؤياكِ تائهة في بحرٍ من الوجوه،
وصوتكِ يتردد في أرجاء لا أحتلها؟
كلما حاولتُ لملمة بقايا الفرح،
داهمتني صورتكِ المبتسمة،
لتزيد من مرارة قهوتي، وحرقة دموعي.
هيهات هيهات…
أكان قدري أن أرى شمس فجري تشرق في سماءٍ ليست سمائي؟
وأن أسمع لحن سعادتي يعزف على أوتارٍ غريبة؟
أن أرى زهرة عمري تُسقى من ينابيع ليست ظمأى لتربتي؟
هيهات هيهات…
لكِ الابتسامة، ولي الدموع.
لكِ الفرح، ولي الشجن.
لكِ كل الألوان، ولي سواد الليالي.
وما بين هذا وذاك،
تصرخ روحي: هيهات هيهات.
لقد غدوتُ في صحراء الاشتياق،
تتسرب روحي قطرةً قطرة،
وتبقى الذكريات كسرابٍ يخدعني،
وكلما لاح لي طيفكِ،
ازداد البكاء، وتعمّق الجرح،
هيهات هيهات… على قلبٍ أحبكِ بصدق،
ولم يجنِ من هذا الحب إلا مرارة الغياب،
وابتسامةٍ حُرم منها، وقُدمت لغيره.