وجوه مزدوجة… وعلاقات مُرهقة

بقلم: لمياء المرشد
في زوايا الحياة الاجتماعية، لا تختبئ الأزمات دومًا خلف الأحداث الكبيرة، بل كثيرًا ما تُولد داخل العلاقات البسيطة، تلك التي تبدو في ظاهرها جميلة ودافئة، بينما تُخفي خلفها ملامح الخداع والازدواج.
كم من وجهٍ التقينا به كان يفيض ودًا في حضورنا، يتحدث بلغة الرفق والاهتمام، يثني على أقوالنا، ويحسن الظن في حديثنا… لكنه ما إن نغيب، حتى يتحول إلى خصم، ينقل الكلام، ويُحرّفه، ويبني على أنصاف الجُمل عداوات لا أساس لها!
هؤلاء ليسوا مجرد ناقلي حديث، بل هواة فتنة، يتغذون على تشويه النوايا، وينسجون لأنفسهم مكانة في قلوب الآخرين عبر هدم صورتك في الغياب.
السؤال هنا ليس فقط: “لماذا يفعلون ذلك؟”
بل: “لماذا لا نكتشفهم إلا بعد أن يُحدثوا الشرخ؟ ولماذا نمنح الثقة بسهولة؟”
في بيئة العمل، في المحيط العائلي، وحتى بين الأصدقاء، لا بد من أن نتعامل بوعي وحذر، وأن نُدرك أن الوجه الجميل لا يكفي أن يكون دليلاً على النية الطيبة.
فليس كل من ابتسم، أحبك.
وليس كل من أنصت، احترمك.
بعضهم يستمع ليحفظ، ويحفظ لينقل، وينقل ليؤذي