يوم المعلم… حين يورق العطاء وتُضاء دروب المعرفة

بقلم / د. وسيلة محمود الحلبي
يوم المعلم… يومٌ يُشبه الفجر في إشراقه، والمطر في عطائه، والنبض في أثره.
يومٌ عظيم خُصِّص لأعظم الناس، أولئك الذين وهبوا العمر للحرف، والروح للمعرفة، فأناروا العقول، وعمّروا القلوب بنور العلم والإيمان.
المعلم ليس مهنة… بل رسالة خالدة تُكتَب بالحبر والدمع معًا.
هو من يزرع الحلم في أرضٍ قاحلة، ويروي جذور الأمل في نفوسٍ عطشى، ويرفع بالبصيرة ستار الجهل عن العيون.
هو من علّمنا أن الوقوف على عتبة النجاح يبدأ بخطوة نحو كتاب، وبنظرة احترام نحو من حمل الكتاب.
كم من معلمٍ غادر فصوله، لكن صوته ما زال يتردّد في ضمائر تلاميذه…
وكم من كلمة قالها يوماً في بساطةٍ، تحوّلت إلى نبراسٍ قاد أجيالاً نحو المجد.
المعلم هو الوطن حين يُعلِّم حب الوطن، وهو الأب حين يُربي، وهو القائد حين يُوجّه، وهو الشاعر حين يُنشد الأمل في زمن الصمت.
هو الحلم الذي لا ينام، والسراج الذي لا ينطفئ، واليد التي تمتد لتُنهض كل روحٍ تبحث عن ذاتها.
في هذا اليوم المضيء، نقف إجلالاً لمن جعلوا من الطبشور سلاحًا للنور، ومن الكلمة وعدًا بالنهضة، ومن الدرس حياةً جديدة.
نقول لهم: شكرًا لأنكم الأجمل أثرًا، والأصدق عملًا، والأبقى حضورًا في ذاكرة الوطن.
سلامٌ على كل معلمٍ حمل رسالة العلم بشرفٍ وإخلاص،
سلامٌ على كل قلبٍ علّم، ثم رحل، وترك خلفه ضوءًا لا ينطفئ.
أنتم منارات هذا الوطن، وأمناؤه على فكره وضميره ومستقبله.
كل عامٍ وأنتم الحكاية التي لا تنتهي،
والشمعة التي لا تنطفئ،
والنبع الذي لا يجفّ…
كل عامٍ وأنتم في قلوبنا أعظم العظماء.
*معلمة سابقا
*مستشار إعلامي
*مسؤولة الإعلام والنشر
بجمعية كيان للأيتام