ديوان حكاية  للشاعر السوري سمير حصري

 

الاحساء

زهير بن جمعه الغزال

تناول به مواضيع عديدة أهمها الحب والإنسانية فكانت قصائده داعمة لهذان الأمران العظميان على سبيل المثال

قصيدة ( مكارم الإنسان ) والتي كانت مشاعرها دافئة وفكرتها الإنسانية تفيض من أعطافها

لتأخذ القارئ برحلةٍ عذبة يريه به نظرته الفلسفية لهذا الجوهر النفيس

فيقول بها :

عشْ في ظلالِ الحبِّ والإحسانِ

وازرعْ بذورَ الخير كلَّ مكانِ

وتنفّس الصبحَ الشهيَّ مرتّلًا

آياتِ عفوٍ في فضا الأكوانِ

قابيلُ لو عَرَفَ المحبةَ ما طغى

لو كان ذاقَ حلاوةَ الأحضانِ

من نحنُ دون الحبِ دونَ جمالهِ

دونَ التدثرِ في حمى التَحنانِ ؟

عيسى رسولُ محبةٍ وتسامحٍ

هو كعبةٌ للعفوِ والوجدانِ

موسى تحلّى بالتّصبرِ فاهتدى

ليعودَ بعد التيهِ والهُجرانِ

لو أن ليس بقلبهِ خيرٌ لَما

شَقّ العُبابَ عصًا من العِصيانِ

ومحمدٌ أنقى الورى في قولهِ

( افشوا السلام ) فذا من الإيمانِ

لانتْ قلوبٌ من طلاوةِ قولهِ

هذا الفصيحُ وسيّدُ التبيانِ

قد مدّ بين الناسِ جسرَ مودةٍ

كتعانقِ الأوراقِ بالأغصانِ

ابسطْ يدَ المعروفِ دون ترددٍ

بين الكريمِ وحاسدٍ شتانِ

زهرُ الربيعِ يجودُ دومًا بالشذى

والغيمُ مدرارٌ بلا حسبانِ

كم مرةٍ مالتْ سفينةُ عمرنا

والله نجّانا إلى الشطآنِ

الدينُ أكبرُ من فتاوى جاهلٍ

ما خاضَ بحرَ الشرعِ والقرآنِ

ليس الخلافُ يزيلُ أيَّ حضارةٍ

إن الزوالَ تخلفُ الإنسانِ

مازالتِ الأحقادُ مضرمةٌ بنا

مازال يجري البغض بالشريانِ

شيءٌ من التاريخِ كرار نفسه

فاملأ وعاءَ القلبِ بالغفرانِ

والديوان مليء بأمثال هذه الصور الإنسانية المتدفقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى