طبيب الروماتيزم والهشاشة: مشاكل كثيرة تترتب على استخدام الأكواب البلاستيكية
غيدا موسى – جدة
أكد طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أن السنوات الأخيرة شهدت توسعًا كبيرًا في استخدام البشر لمختلف أنواع البلاستيك وخصوصًا في صناعات الأواني اليومية كأكواب الشاي والقهوة والملاعق البلاستيكية وغيرها وغيرها ، فيما أطلقت العديد من الدراسات العالمية تحذيراتها من مخاطر كثرة استخدام الأواني البلاستيكية ومنها الأكواب،
فهذه الأكواب غالبا ما تصنع بطريقة تسمح بتجمّع الجراثيم واللعاب .
وقال د.ضياء إن دراسة حديثة نُشرت في مجلة (Chemosphere) قامت بقياس متوسط البلاستيك الممكن امتصاصه عبر كوب بلاستيكي يستخدم مرة واحدة، وكان مقدارا ضخما يبلغ 3 ملليغرام لكل كوب، حتى لو كان الفرد يستهلك في الواقع جزءا بسيطا فقط من ذلك، فإنها تضيف كمية كبيرة ، إذ يؤثر استهلاك المواد البلاستيكية الدقيقة على جهاز المناعة البشري ، فالشرب من أكواب تحتوي على نسبة عالية من مادة(BPA) يزيد من خطر انخفاض قوتنا المناعية.
وأضاف : هناك دراسة أخرى أجراها “سودها جويل” أستاذ مساعد بالمعهد الهندي للتكنولوجيا بينت أنه في الـ 15 دقيقة التي يستغرقها تناول القهوة (الساخنة) أو الشاي، تتحلل الطبقة البلاستيكية الدقيقة الموجودة على الكوب وتطلق 25000 ميكرون من الجزيئات في المشروبات الساخنة فمثلا “الشخص العادي الذي يشرب ثلاثة أكواب من الشاي أو القهوة يوميًا في كوب ورقي، سينتهي به الأمر بتناول 75000 جزيء صغير من البلاستيك الصغير غير المرئي للعين المجردة”.
ونوه أن الدراسات كشفت عن “وجود مواد بلاستيكية نانوية في دم الإنسان، وفي خلايا الكبد والرئة، وفي الأنسجة التناسلية، في جميع أنحاء العالم ، فيما أشارت بعض الدراسات إلى أنها يمكن أن تشكل مخاطر كبيرة على البيئة وصحة الإنسان ، كما أشارت دراسة حديثة إلى أنها “قد تكون عامل خطر للإصابة بأمراض القلب”.
وأضاف: كشفت دراسة جديدة نشرت نتائجها في مجلة العلوم والتقنيات البيئية أن شرب القهوة الساخنة في أكواب احادية الاستخدام (Disposable) يشكل خطرًا على صحة الفرد، إذ إن هذه الأكواب قد تطلق كمية ضخمة من الجزيئات البلاستيكية الضارة تحت تاثير الحرارة، لينتهي الأمر بهذه الجزيئات في سائل القهوة الذي نرتشفه.
ولفت د.ضياء أن البلاستيك يتكون من سلاسل طويلة من الجزيئات تسمى البوليمرات، وتتشكل من ارتباط جزيئات صغيرة يطلق عليها اسم المونومرات، وعادة ما تحتوي الكربون وعناصر أخرى، كما يضاف إلى هذه البوليمرات مركبات أخرى لتغيير خصائص المنتج النهائي وجعله أكثر ملاءمة للغرض الذي صنع من أجله، كأن يكون أكثر قوة أو ذا لون معين.
ويقدم الدكتور ضياء حسين بعض النصائح وهي : تجنب استخدام البلاستيك قدر الإمكان في الحياة اليومية وفي حفظ الأطعمة والمشروبات ، استخدام الأواني الزجاجية لآلاف المرات دون ضرر ، استخدام الأكياس الورقية أو المصنوعة من القماش أو الجلد ، استخدام المنتجات والحافظات المصنوعة من الخزف، الستانلس ستيل.
وأكد د.ضياء حسين في ختام حديثه ، أن تأثير البلاستيك بشكل عام لم يتوقف على صحة الانسان ، بل شمل المحيطات التي تتعرض إلى خطر المخلفات البلاستيكية نتيجة تراكم أوعية الأطعمة والعبوات الفارغة في قاعها، ويؤدى ذلك الى موت عدد كبير من الكائنات البحرية والأسماك نتيجة وقوعها في فخ المخلفات البلاستيكية وصعوبة الخلاص منها، ومع مرور الزمن، تنقسم المخلفات إلى عدة أجزاء صغيرة مخلفة أضراراً أكبر لابتلاع الأسماك لها، مما يلوث أنسجتها ويؤدي الى موتها، وأكثر الحيوانات البحرية المتضررة تتناول مع طعامها الأكياس والعبوات الفارغة ويعمل ذلك على انسداد قنواتها الهضمية وموتها، بالإضافة الى إلحاق الضرر بالشعاب المرجانية، بسبب التفاف أكياس البلاستيك حولها وحرمانها من ضوء الشمس والتيارات المائية المتجددة التي تحمل لها الطعام والأكسجين، الأمر الذي يؤدي إلى تدهورها.