شاهيني : من المؤسف أن يصبح رمضان هدرًا للموائد .. والحل في إعادة برمجة العادات

غيدا موسى – متابعات
قالت اخصائية الخدمة الاجتماعية مروج محمد شاهيني ، إن رمضان شهر عبادة وتهذيب للنفس، لكنه أصبح لدى البعض موسمًا للإسراف والتبذير، وكأن الامتناع عن الطعام خلال النهار مبررٌ للإفراط فيه عند الإفطار ، إذ تمتلئ عربات التسوق بكميات هائلة من الأطعمة والمشتريات، وكأن الشهر ثلاثون يومًا من الولائم المتواصلة، ثم لا يلبث كثير منها أن يُهدر بسبب انتهاء الصلاحية أو عدم الحاجة الفعلية إليه، أما موائد الإفطار، فتتحول في بعض البيوت إلى سباقٍ لإعداد أكبر عدد من الأصناف، رغم أن ما يُؤكل فعليًا لا يتجاوز القليل، فيما يذهب الباقي إلى سلال المهملات أو يبقى في الثلاجة حتى يفسد ، والمفارقة أن هناك من لا يجد ما يسد جوعه، بينما يُرمى الطعام بلا اكتراث.
وتابعت بقولها: يظل السؤال بين العادة والحاجة : كيف يؤثر ذلك على النفس؟
والجواب : المشكلة لا تقتصر على الجانب الصحي فقط، بل تمتد إلى التأثير النفسي ، فالاعتياد على الموائد المكدّسة بالطعام يخلق ارتباطًا نفسيًا بين الشعور بالشبع والراحة، حتى لو لم يكن الجسد بحاجة فعلية لهذا الكمّ من الطعام ، فبمرور الوقت، يصبح الأمر عادة يصعب كسرها، حيث يشعر الشخص أن الإفطار لا يكتمل إلا بتنوع الأطعمة وكثرتها، مما يجعله يأكل فوق حاجته، فقط لأن عقله تعوّد على ذلك.
كما أن التخمة بعد الأكل تؤدي إلى الشعور بالخمول والكسل، وهذا يؤثر على النشاط الذهني والتركيز، مما يجعل البعض يمضي ليل رمضان في سبات بدلًا من استثماره في العبادة أو النشاطات المفيدة ، ومن الناحية النفسية، فإن الشعور بالندم بعد الأكل المفرط قد يسبب توترًا داخليًا، خاصة مع تكرار العادة يومًا بعد يوم، حيث يجد الشخص نفسه في صراع بين الرغبة في الاعتدال والوقوع في فخ النهم والإفراط.
والاعتدال في الأكل والشرب لا يعني الحرمان أو التجويع، بل هو توجيه نبوي والحل يكمن في إعادة برمجة العادات.
وأكملت شاهيني : لكسر هذه العادة يجب أن تدرك الأسر والأفراد أن الطعام وسيلة لا غاية، وأن الاعتدال لا يعني التقشف، بل احترام حاجة الجسد فقط ، ومن الطرق المفيدة:
٠ تقليل تنوع الأصناف على السفرة، والتركيز على ما يحتاجه الجسم فعلًا.
البدء بوجبات خفيفة ومتوازنة، بدلًا من تناول كميات كبيرة دفعة واحدة ، ومراقبة الإشارات الداخلية للجوع والشبع، وعدم الأكل بدافع العادة أو التعود ، وتقليل مشاهدة الصور والمقاطع المحفزة على الإفراط في الأكل، لأنها تبرمج العقل على التعلق بالمبالغة في الطعام.
وختمت شاهيني حديثها بقولها :
الاعتدال هو الحل، فلا نمتنع عن الأكل ولا نفرط فيه، بل نأخذ بقدر حاجتنا، ونشتري ونطهو بقدر ما نأكل، لنحافظ على النعمة ونتجنب التبذير، ونعيش معاني رمضان الحقيقية بين الروحانية والصحة والإنسانية.