رحلة الحج

كتبها /راشد بن محمد الفعيم

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وشعيرة من شعائر الله المعظّمة التي فرضها على المسلمين. تبدأ مناسك الحج في اليوم الثامن من ذي الحجة وتنتهي في اليوم الثالث عشر من الشهر نفسه.

وللحج أركان واجبات وسنن ، والحج عباده بدنيه وماليه ، فالفقير الذي لا يجد ما يستطيع به الحج ليس عليه حج، وكذلك المريض الذي لا يستطيع الحج فليس عليه حج.
وهذه العبادة بدنيه وماليه لأن الحاج يبذل مالا وكذلك يبذل جهدا كبيرا للتنقل بين المشاعر ولا شك أن الحج متعب جدا ولكن التعب هذا يخلفه الله عز وجل بتكفير الذنوب ورفعه للدرجات إذا حافظ الحاج على حجه بحيث لم يرفث ولم يفسق ولم يجادل فإنه يرجع من حجه كما ولدته أمه لا ذنب عليه .

وكان في الزمن الماضي يأتون الحجاج على الرواحل ويقطعون المسافات الطويلة، والسفر فيه مشقه وتعب وهناك لصوص وقطاع طريق وضياع القوافل أثناء سيرهم إلى مكة.

ومن رحمه الله عز وجل أن الله فرض الحج على المستطيع ببدنه وماله ولم يفرضه على من لم يستطع فمن واجبات الحج الاستطاعة  للوصول إلى المشاعر المقدسه لان الوصول الى المشاعر المقدسة يحتاج مالا كثيرا ويحتاج الحاج للسفر والسكن والطعام ، وكذلك العودة كل هذه الأعمال تحتاج إلى مال وتحتاج أيضا إلى صحه بالبدن .

فالفقير لا يستطيع أن يصل إلى المشاعر المقدسة وكذلك المريض ، وللمريض أن ينيب من يحج عنه.

وفي أيامنا هذه ولله الحمد والمنة يستطيع أن يصل الحاج إلى مكة المكرمة بالطائره أو البواخر أو السيارات فسهل الوصول إلى مكة ولكن هناك عقبات وهي الزحام الشديد الذي يتسبب باختناق أو والتدافع ويدهس الحجيج بعضهم بعضا في بعض المواقع من شدة الزحام .

فالمشقة والتعب والمخاطر حاصلة للحاج لا محالة في أي زمان وفي أي مكان.
وأول ما يصل الحاج يتوجه إلى المسجد الحرام إن كان متمتعا أو مفردا أو قارنا يطوف بها المتمتع ويسعى ويتحلل ثم يتوجهون إلى منى فيبيتون بها.
وتبعد منى عن المسجد الحرام تقريبا ستة كيلو مترات ، وفي صبيحة اليوم التاسع يوم عرفه يتوجه الحجاج من منى إلى عرفات ، وتقدر المسافة ١٤ كيلو تقريبا.

وينتقل الحجيج إلى عرفات إما مشيا على الأقدام أو بالباصات أو  بالمترو ،  حيث الدولة حفظها الله قامت بوضع قطار المترو الخاص بالمشاعر المقدسة ينطلق من منى إلى عرفات ويعود بهم من عرفات الى مزدلفه ثم إلى منى.
فإذا وصل الحاج إلى عرفات صلى الظهر والعصر جمعا وقصرا في مسجد نمره أو في أي مكان في عرفه

ومكث في عرفات حتى غروب الشمس ثم ينطلق الحجيج إلى مزدلفة بسياراتهم و باصاتهم و بالمترو و مشيا على الأقدام حيث وضعت الحكومة حفظها الله طرق خاصة للمشاة ، وعلى طريق المشاة هناك خدمات مثل دورات المياه و بردات الماء وكذلك ملطفات الأجواء مثل المراوح وأجهزة الرذاذ وأجهزة الضباب للتبريد على المشاه.

وتبعد مزدلفه عن عرفات تقريبا 7 كيلو فقط.
ثم يمكث الحجاج في مزدلفه ليله العيد فإذا أصبحوا انطلقوا فجر صباح يوم العيد إلى منى حيث رمي جمرة العقبه يرمونها بسبع حصيات ثم يحلقون رؤوسهم ويقصرون و يهدون ثم ينطلقون إلى المسجد الحرام يطوفون طواف الإفاضة ويسعون سعي الحج وبهذا تنتهي أركان الحج في يوم العيد ، و يتحلل التحلل الأكبر . ولكن البعض لشدة الزحام يؤجل طواف الإفاضة (طواف الحج )ويجعله آخر أعمال الحج آخر عهده ويسقط عنه طواف الوداع .

ثم يعودون من الحرم إلى منى وفي اليوم الحادي عشر يرمون الجمرات الثلاث الجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم العقبه ثم يعودون إلى المخيمات وأماكن السكن و يبيتون .

وفي اليوم الثاني عشر ينطلقون من المخيمات ومن مساكنهم يرمون الجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى و المتعجل منهم يتوجه إلى الحرم ويطوف طواف الوداع وينطلق من الحرم ويعود إلى أهله في اليوم الثاني عشر للمتعجل و المتأخر يرجع إلى مسكنه و مخيمه فيبيت بها ثم في اليوم الثالث عشر يرمي الجمره الصغرى ثم الوسطى ثم جمره العقبه ثم يتوجه إلى الحرم ويطوف طواف الوداع ثم يرجع إلى أهله بإذن الله تعالى وإلى مدينته ودولته وهذا باختصار مناسك الحج.

ويجب على الحاج سماع الدروس عن الحج ويقرأ الكتب عن الحج و يتفقه بالحج ؛ لأنه قد تكون هذه الحجة الأخيرة له فلا يستطيع أن يعيدها.

نسأل الله عز وجل أن يتقبل من الحج حجهم وأن يسهل أمرهم ويعودون إلى دولهم بصحه وسلامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com