“نرعاك”: الصحة ركيزة التنمية الشاملة للقرى والأرياف

 

عبدالعزيز عطيه العنزي

أكدت الأستاذة عبير قباني، من المؤسسة الخيرية للرعاية الصحية المنزلية – نرعاك، أن تنمية القرى والأرياف تعد حجر الزاوية في مسار التنمية الوطنية الشاملة، مشددة على أن جودة الحياة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتعزيز الصحة العامة وتوفير بيئة سليمة ومستدامة.

الصحة بمعناها الشامل

خلال مشاركتها في معرض إينا الدولي للقطاع غير الربحي، أوضحت قباني أن الاهتمام بالصحة يتجاوز مجرد بناء المستشفيات أو توفير الأدوية، ليشمل توفير نمط حياة صحي ومتكامل. ودعت إلى تكاتف جهود الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني مع البرامج الحكومية لتحقيق هذا الهدف.

وأضافت قباني: “حين نتحدث عن التنمية، فإننا لا نعني فقط البنية التحتية أو الاقتصاد، بل نعني الإنسان ذاته، في صحته وسلامته وكرامته، وهو أعظم من يُنمّى.”

القرى: ذاكرة الوطن ووجهته الجديدة

أشارت قباني إلى أن القرى والأرياف، التي وصفتها بـ “ذاكرة الوطن وروحه”، كانت الأقل حظاً في الماضي، إلا أنها اليوم، وفي ظل التنمية التشريعية التي تشهدها المملكة، تحظى بدعم وتوجيهات القيادة الرشيدة. ويهدف هذا الدعم إلى تحقيق التوازن التنموي وضمان العدالة الصحية والرفاه المجتمعي لجميع السكان.

الهجرة العكسية: تعزيز التعليم والصحة في المناطق الريفية

شددت قباني على أن احتياجات سكان المناطق الريفية تختلف عن احتياجات سكان المدن، نظراً للعوامل الجغرافية والديموغرافية والاقتصادية. وأوضحت أن القرى تشهد ارتفاعاً في نسبة كبار السن والأطفال، مقابل انخفاض في نسبة السكان في سن العمل بسبب الهجرة الداخلية نحو المدن.

وفي هذا السياق، أكدت قباني أن الوقت قد حان لإحداث “هجرة عكسية” إلى القرى، وذلك من خلال توفير خدمات متكافئة وعالية الجودة في مجالي التعليم والصحة. هذا من شأنه أن يعزز ارتباط السكان بجذورهم ومجتمعاتهم الأصلية.

“نرعاك 360”: نموذج للتحول الرقمي في الرعاية الصحية المنزلية

كشفت قباني أن المؤسسة الخيرية للرعاية الصحية المنزلية “نرعاك” تتبنى نهجاً شاملاً لوضع المواطن في قلب العملية التنموية، مع التركيز على المرونة والاستدامة. وأكدت أن القرى التي تحظى باهتمام مؤسسات المجتمع المدني تكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل.

وعن الحلول المبتكرة لتطوير الخدمات الصحية في المناطق الريفية، أوضحت قباني أن تقنيات “الصحة عن بُعد” تمثل خياراً ذكياً وفعالاً لتجاوز التحديات الجغرافية. وذكرت أمثلة مثل العيادات المتنقلة الرقمية، والاستشارات المرئية، وتطبيقات الرعاية الوقائية، ومتابعة الحالات المزمنة عن بُعد، بالإضافة إلى خدمات الرعاية الصحية المنزلية التي وصفتها بالركيزة الأساسية.

وأشارت إلى أن هذه الأدوات، التي أصبحت ضرورة ملحة، ساهمت في تقريب الخدمة وتحسين جودتها وتعزيز الوقاية، مما يمكّن الأفراد من الوصول إلى الرعاية المطلوبة “بكبسة زر”.

ولفتت قباني إلى أن “نرعاك” طبقت هذه الرؤية منذ عام 2018 من خلال تطبيق “نرعاك 360”. ويمثل هذا التطبيق نموذجاً رائداً للتحول الرقمي في خدمات الرعاية الصحية المنزلية، حيث ساهم في التوسع بالخدمة من 4 مراكز إلى 27 مركزاً، جميعها تابع لمؤسسات الدولة.

اختتمت الأستاذة عبير قباني كلمتها بالتأكيد على مسؤولية “نرعاك”، بصفتها كياناً وطنياً رائداً، في المساهمة الفعلية في تنمية القرى. وأشارت إلى أن ذلك يتم من خلال تقديم مبادرات صحية مستدامة، بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية، انطلاقاً من إيمان راسخ بأن الوطن لا يُبنى من المدن وحدها، بل من كل أرجائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com