الزواج المقنّع

بقلم / خالد بن محمد الفريجي

مستشار أسري ومرشد شبابي

الكثير منا قد يكون يعرف أو سمع بمفهوم البطالة المقنّعة والتي تعني تكدس الموظفين في جهة ما دون وجود أي مهام تسند لهم فقط موظفين من أجل الراتب دون أي اعمال يمكنهم القيام بها .

وهذا ما نجده واضحاً جلياً في بعض الدول التي تسعى لتوظيف الناس دون أن تخطط وتتوسع في إيجاد مهام تستوعب هؤلاء الموظفين ما أوجد خلل وتراخي في الاعمال .
وربما عزيزي القارئ لا تعلم أن هناك بعض العلاقات الزوجية تصل لمرحلة الزواج المقنّع فهو باهت ودون روح أو مهام ملموسة بل إنك ترى علاقات زواج فاترة وكلا الزوجين ليس بينهما صلة ملحوظة سوى صك الزواج الأشبه بالقيد الذي يلتوي يوماً وراء يوم حول عنق كلا الزوجين .
هذه العلاقات الزوجية المقنّعه لم تلبي رغبات الأزواج ولم تحقق الأهداف التي شرع من أجلها الزواج وأصبح كلا الطرفين يتنصل من مهامه وواجباته إما بهدوء أو بصخب عارم .
هذه الحالة من العلاقات المسمومة أوجدت شغف ورغبة ونزعة نحو العلاقات خارج هذا الإطار إما لتلبية حاجات أو هرباً من تلك الضغوطات النفسية والاتجاه بكل حب وترحاب نحو علاقات أخرى خارج إطار الزواج والخوض في ارتكاب الخيانات الزوجية دون التريث أو التبصر وغياب البصيرة ما يجعل تلك المحاولات نحو نزعات الخيانة محفوفة بالكثير من المخاطر والهفوات والنتائج الوخيمة ويتأكد ذلك أن كان كلا الطرفين منغمسان بتلك العلاقات المحرمة .
قد يرى أحدهم أن الحل في تلك العلاقات الصورية والزواج الشكلي هو الانفصال الا ان هذا القرار قد يعقبه الكثير من الشتات للأبناء او أعباء مالية مرهقة او ربما انفلات الانضباط السلوكي لبقية افراد الاسرة فيعزف الزوج عن الخوض في مناقشة هذا القرار خوفاً من هذه النتائج المحتملة بقوة .
ويرى آخرون بأن ممارسة الحق الشرعي في التعدد ربما سيعيد الأمور لنصابها وسيجعل الزوجات يدخلن في صراع حميمي وربما دموي من أجل الظفر برضا الزوج .
كل ذلك لا يعد سوى هروب من المشكلة الحقيقية وتجاهل مقيت لن يضفي على هذا النوع من الزواج إلا المزيد من الظلام والفشل .
هذا الزواج الميت من الأفضل أن نقوم بإنعاشه بالمزيد من الحوار والنقاش الهادئ والعقلاني في أجواء من الود والهدوء والاحترام المتبادل وفي وقت مناسب لكلا الطرفين .
هذا الحديث ربما يضفي حلول وتفاهمات إن لم ترجع تلك العلاقات لسابق عهدها إلا أنها ربما تقلل من خطر ذلك الشتات العاطفي والأسري الذي سيعاني منه جميع أفراد الأسرة .
العلاقة الزوجية من أرقى وأنبل وأهم العلاقات الإنسانية وميثاق الزواج من أغلظ وأعظم المواثيق .
لذا من المهم أن يعي كل طرف ماله وما عليه وأن لاينجر إلى إغراءات التشفي والاقتصاص من الآخر ، فإن في ذلك خطورة عظيمة ربما ستؤدي إلى الفجور بالخصومة ، وقتل الود والمحبة والاحترام بين الطرفين ، ومن ثم ينغمس كلاهما في التفكير الشيطاني في كيفية إيذاء الاخر بأكبر قدر من الأذى .
كل مشكلة ولها حل …
فقط إذا مارس كل زوج وزوجته الاحترام المتبادل وأعطى الآ، وبل ساعده في أن يكون إيجابياً معه.
تصيد الأخطاء وتضخيمها لا يؤديان إلا لمزيد من الابتعاد ومن ثم قسوة القلب وقتل المشاعر وغياب الرغبة في البقاء .
كل شئ في الحياة الأسرية قابل للعلاج والمداواة سواء كان ذلك ضمن المشاكل الصحية أو المالية أو الحبية أو غيرها إذا توفرت الرغبة الصادقة لحلحلة تلك الإخفاقات ، مع أهمية معرفة أن تلك المشاكل ستستمر وربما بوتيرة اكبر أو أصغر وهذا من السنن الكونية لأنه لا توجد سعادة مطلقة ولا حياة وردية مهما اجتهدنا في صنع ذلك
لكن عندما نعلم بأن هذه المشاكل يجب أن تكون في إطارها وعدم تصعيدها لتكون محك للبقاء أو الابتعاد .
كلما استُحضرت النية الصادقة بين الزوجين في بقاء علاقتهما بشكل جميل فإن ذلك سيتحقق بإذن الله .
نصيحة لكل زوج وزوجة :
( اصنعوا قدركم بأنفسكم واجتهدوا بما استطعتم إليه سبيلاً ، أن تقاتلوا بكل جوارحكم لبقاء أسرتكم واحة أمان واطمئنان وسكن وسكينة ، ولن بتحقق ذلك إلا بأداء الحقوق التي افترضها الله عليكما بلا إفراط ولا تفريط )
ومبروك عليكم هذا الزواج السعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى